قالت رئيسة جمعية النسائية والتوليد بنقابة الأطباء الدكتورة عبير عناب  بأن ارتفاع معدلات العمليات القيصرية في الدول العربية بات يشكل ظاهرة تحتاج إلى دراسة معمقة وتدخلات فاعلة للحد منها.


 وأكدت في تصريح صحفي على ضرورة التدقيق السريري للحد من العمليات غير المبررة طبيًا بناء على "الارشادات الوطنية لدعم الولادة الطبيعية والحد من العمليات القيصرية الأولية غير المبررة" والتي تم وضعها بدعم من مشروع تعزيز جودة الخدمات الصحية الممول من USAID" وتم توقيعها من وزير الصحة.

وأشارت أن العديد من الدراسات والاحصائيات أظهرت أن نسب العمليات القيصرية سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد من الدول العربية والأوروبية وأمريكا وأستراليا، ففي المملكة العربية السعودية، بلغت نسبة الولادات القيصرية 35% خلال عام 2023، بينما سجلت تونس ارتفاعًا مقلقًا حيث وصلت النسبة إلى 44.4% من الولادات ، وبلغت 70% في تركيا والبرازيل مع تباينات بين المناطق الحضرية والريفية.

 أما في مصر، فقد أظهرت الأرقام تصدر البلاد قائمة الدول العربية في هذا المجال بنسبة بلغت 72.2% في الإسكندرية وفقًا لمسح صحي عام 2021، مع تجاوز النسبة 80% في بعض المحافظات.

وفي الأردن، أظهرت أرقام دائرة الإحصاءات العامة لمسح الصحة والسكان لعام 2023 أن نسبة العمليات القيصرية بلغت حوالي 43%، وهي نسبة تعتبر مقاربة لما هو مسجل في الدول المجاورة. 

وأوضحت الدكتورة عناب أن هذه الأرقام تستدعي العمل الجاد على الحد من العمليات القيصرية غير المبررة طبيًا، من خلال إجراءات تدقيق سريري دقيقة في المستشفيات، وضمان الالتزام بالبروتوكولات العلاجية المتبعة عالميًا ووطنيًا.

وأكدت د. عناب أن العمليات القيصرية تكون ضرورية ومبررة في بعض الأحيان لضمان سلامة الأم والجنين، إلا أن القلق يكمن في تزايد الحالات غير المبررة، وخاصة العمليات القيصرية الأولى.

ودعت إلى تعزيز الالتزام بملف الإرشادات الوطنية لدعم الولادات الطبيعية بما يسهم في تقليل نسب العمليات القيصرية، ويضمن توفير الرعاية الصحية المثلى للأمهات والأطفال.

وحذت من المخاطر الصحية التي قد تترتب على اللجوء غير الضروري لهذا الإجراء، ودعت إلى تكثيف الجهود التوعوية والطبية لمواجهة هذا التحدي الصحي في العالم العربي والعالمي وفي الأردن على وجه الخصوص.