اختتمت الولايات المتحدة وإيران السبت في روما الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، والتي جرت في "اجواء بنّاءة"، بحسب وسائل إعلام ايرانية.
ومن المقرر بأن تنعقد جولة جديدة من المحادثات في 26 نيسان/أبريل في عمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مشيرا إلى أن "المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء".
وبدأت جولة المحادثات الأخيرة حوالى الساعة 09,30 بتوقيت غرينتش بين الوفد الايراني برئاسة عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وفريقه بوساطة سلطنة عمان، بحسب التلفزيون الايراني الرسمي ومسؤول اميركي.
ووصف الجانبان الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوع في مسقط بـ"البنّاءة" أيضا.
وجرت جولة المفاوضات الأخيرة في مقر إقامة سفير عمان، الدولة التي ترعى هذه المحادثات، وفق ما اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي للتلفزيون الايراني الرسمي.
واستمرت اربع ساعات، بحسب التلفزيون الايراني الذي عرض لقطات للوفد وهو يغادر مكان انعقاد المحادثات.
وقالت مبعوثة خاصة للتلفزيون الرسمي إن "أجواء المناقشات كانت بناءة". وتحدثت وكالة "تسنيم" أيضا عن "أجواء بناءة".
"في غرفتين منفصلتين"
وأوضح بقائي بأن "الوفدين موجودان في غرفتين منفصلتين، ويقوم الوزير العماني بنقل الرسائل بينهما".
وهذا الاجتماع هو الثاني على هذا المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأولى حيال الجمهورية الإسلامية التي انقطعت علاقتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 1980، بعد وقت قصير على الثورة الإسلامية في إيران.
وفي آذار/مارس، دعا الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، وهدد بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية.
لكنه قال الخميس: "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا: "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".
ووصل الوفد الإيراني إلى روما خلال الليل، بحسب صور بثها التلفزيون الإيراني الرسمي وأظهرت عراقجي وهو ينزل من الطائرة.
وعشية هذه المحادثات، أعرب عراقجي عن "شكوك جدية بشأن نوايا الجانب الأميركي ودوافعه"، لكنه أكد: "سنشارك في مفاوضات الغد (السبت) على أي حال".
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السبت على إكس "ندرك أن الطريق لا يخلو من العقبات" قبل التوصل إلى اتفاق.
وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل، العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.
في مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.
ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأميركية، طهران إلى الابتعاد تدريجيا عن النص.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
"خطوط حمراء"
وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية "خطوطا حمراء".
وحذر عراقجي الجمعة من "تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية" بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.
وتقود إيران في الشرق الأوسط "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة والذي يضم تنظيمات أبرزها "حزب الله" اللبناني والحوثيون في اليمن وفصائل عراقية مسلحة.
وأكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضحا" لمنع ذلك.