الدوري الإنكليزي ، مانشستر يونايتد ، مانويل أوغارتي ، روبن أموريم
"آمن بقدراتك وكافح لإثباتها بلا استعجال، فثمار جهدك ستأتي في الوقت المناسب"؛ هكذا كان نهج الأوروغوياني مانويل أوغارتي، لاعب مانشستر يونايتد الحاليّ، منذ انضمامه إلى قلعة "أولد ترافورد" في صيف 2024.
لم يكترث مانويل أوغارتي للشائعات التي تحدّثت عن احتمالية رحيله خلال فترة الانتقالات الشتوية لعام 2025، بل كان كلّ تركيزه على هدفه.
يُعدّ أوغارتي مثالاً بارزاً للإصرار والعمل الدؤوب، فقد تشبّث بحلمه واجتهد بلا كلل؛ وامتلك صبراً استثنائياً فبدا كأنّه ماكينة لا تتوقّف عن العمل. كذلك، أظهر التزاماً استثنائياً بتطوير نفسه، لدرجة أنّ تقارير عدّة لفتت إلى أنه غالباً ما يكون آخر من يغادر النادي بعد الحصص التدريبية اليومية، بسبب التمارين الإضافية التي يواظب عليها.
وعلى الرغم من قلّة مشاركاته في الأشهر الستّة الأولى من انضمامه، بالإضافة إلى إدراجه في قائمة اللاعبين المحتمل مغادرتهم بقرار من المدرّب روبن أموريم، إلّا أنّ اللاعب لم يفقد الأمل، فقد كان يؤمن بأنّ فرصته الحقيقية ستأتي، واستمرّ في تقديم كلّ ما لديه من دون أن يستسلم لأيّ ضغوطات، وظلّ متمسكاً بأمله رغم كلّ التحدّيات.
في الوقت الذي كان يستعدّ فيه أموريم للإطاحة بأوغارتي هذا الشتاء، حصل اللاعب على فرصته الذهبية في الوقت المناسب عندما احتاج المدرّب إلى لاعب في مركز الارتكاز يستطيع تلبية متطلّباته التكتيكيّة.
ولم يكن الطريق سهلاً، إذ كان أموريم يجرّب لاعبين مختلفين بحثاً عن التشكيلة المثالية القادرة على إنقاذ الفريق من مأزقه. ومن بين تلك التجارب التي يجريها أموريم خلال هذه الفترة، كان الاعتماد على كاسيميرو كخيار أوّلي لتولي المركز رقم 6، لكنّه لم يقدّم أداءً يعوّل عليه في المباريات التي خاضها.
وفي ظلّ هذه التحديات، جاءت قمّة مانشستر يونايتد أمام ليفربول لتُحدث الفارق بالنسبة إلى أوغارتي؛ فقدّم اللاعب أداءً لافتاً وكشف عن إمكانياته الكبيرة، وأظهر فهماً عميقاً لمتطلّبات مركزه سواء بالكرة أو من دونها؛ فتحرّك كآلة ديناميكية في وسط الملعب، وكان أداؤه متكاملاً، مع تحرّكات دقيقة وتمركز مثاليّ، ما مكّنه من الفوز بالكرات الثنائية والالتحامات.
اللاعب الذي كان يبدو خياراً موقّتاً لأموريم، أثبت أنّه المفتاح الذي كان يبحث عنه طوال الوقت. أداء أوغارتي الاستثنائيّ وضعه في دائرة الضوء، ليصبح عنصراً حاسماً ومؤثّراً في خطّ وسط الفريق؛ ومع استمرار تألّقه بهذا الشكل، يبدو أنّ أموريم سيتراجع عن فكرة التخلّي عنه.