اعتذر للأطباء المختصين بالنفس ولأساتذة علم النفس فهم أجدر وأعلم ، للكتابة عن حالتنا النفسية ، لكنني أعتبر كلماتي هذه تحرشا" بهم ليقولوا لنا شيئا" ، فنحن في أمس الحاجة لمن يحدثنا ويقول لنا ويرشدنا . وما أقوله ليس الدواء بل هو الداء ، فالمريض يذهب للطبيب الذي يبادره ويقول له : مم تشتكي ؟ أرق ، سعال ، اسهال ، ضجر ، ...؟
أقول : نشتكي من لعي النفس وتكاد أمعاؤنا تخرج من أفواهنا ، لا نستسيغ الطعام ، ونشعر بضيق الدنيا رغم اتساعها الجغرافي ، نكاد نمسك الألم بأيدينا ، ما عدنا قادرين على متابعة قنوات الأخبار والبيانات العسكرية والتحليلات ، لا نعرف شيئا" عما ستؤول إليه هذه الظروف ، دخلنا عالم الرجل الآلي فصار الواحد منا مجرد آلة في الأكل والشرب والنوم والعمل مع خوف مستمر وجهل بالمستقبل ، نتجادل في الأداء والمطلوب وكل واحد يغني على ليلاه . هل ستتسع الحرب ؟ أم تتوقف ؟ هل لنا دور أم مجرد خدود جاهزة للطم ؟ هل بقي شيء اسمه أمة ؟ هل دولنا في خطر وجودي ؟ هل مسألة الخلاص فردية أم جماعية ؟ هل هناك تضليل إعلامي وسياسي وعسكري ؟ هل تعاملنا مع عالم الأرقام البشرية من شهداء وجرحى ومهجرين تعامل يليق بالحدث ؟ هل
" فشة " خلق كل واحد تجاه الآخر علاج ؟ من المسؤول ؟ والى أين سنصل ؟ ما وضعنا لما نرى طفلة لا يزيد طولها عن خمسين سنتيمتر ولا يزيد وزنها عن خمس وعشرين كغم، ولم يعد لها أهل لأنهم استشهدوا جميعا" ؟ هل نبكي دموعا" أم دما" ؟ هل نهرب من الألم باتجاه طريق خاطئ لا يثمر بل يدغدغ العواطف ويخدر فينا الألم ؟ هل انتفاخ الأوداج ورفع الصوت مفيد ؟ هل يحمل كل واحد منا مسؤولية تجاه ما يجري ؟ هل يلومني أحد لو تخيلت بن غفير بين يدي أصفعه أو أهينه أو ....؟ ماذا سيفعل ساكن البيت الأبيض ولصالح من ؟ .
أفيدوننا يا علماء النفس ويا أطباء النفس والسؤال لكم حصرا" .