الدوري الإنكليزي ، توتنهام
يُعتبر هذا الموسم واحداً من أكثر المواسم إثارة في تاريخ الدوري الإنكليزي، حيث طرأت تحوّلات غير متوقعة أعادت تشكيل خريطة المنافسة. فرق مثل نوتنغهام فورست، التي اعتادت البقاء في منتصف الترتيب، فرضت نفسها ضمن سباق العمالقة بشكل لافت، متنافسة على اللقب وساعية لتأمين وجودها بين المراكز الأربعة الأولى.
على النقيض، شهدت قوى تقليدية كمانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير تراجعاً كبيراً على صعيد الأداء والنتائج، لدرجة اقترابها غير المعهود من مراكز الهبوط.
ولكن يبقى وضع توتنهام تحت قيادة المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو محط اهتمام خاص، فالفريق أصبح لغز الموسم الأكبر بسبب أدائه المتذبذب بين البطولات المختلفة، ما أثار جدلاً واسعاً وتحليلات مستفيضة لدى النقاد والخبراء.
بداية الموسم كانت مشجّعة لجماهير توتنهام، إذ منحتهم آمالاً كبيرة بإمكانية البناء على نجاحات الموسم الماضي وتحقيق إنجاز جديد، ولكن سرعان ما بدأ الفريق بالتراجع وفشل في الحفاظ على مستواه، حيث وصلت معاناته في الدوري الإنكليزي إلى وضع مقلق مقترباً من مراكز الهبوط.
مع ذلك، تبدو الأمور مختلفة تماماً في البطولات الأخرى؛ فبالرغم من صعوبات الدوري، يُظهر توتنهام أداءً قوياً وثابتاً في المنافسات المحلية والقارية حيث تمكن من اجتياز الدور الثالث في كأس الاتحاد، وأطاح بمانشستر سيتي من ربع نهائي كأس الرابطة، كما حقق فوزاً بارزاً على ليفربول في ذهاب نصف نهائي البطولة ذاتها.
هذا التباين الواضح في الأداء أثار تساؤلات عدة حول الأسباب الكامنة وراءه، وهل يرتبط الأمر بتغير التشكيلات بين المباريات؟ أم برحيل أسماء بارزة خلال الميركاتو الماضي؟
وربما يعود السبب أيضاً إلى افتقار بعض اللاعبين القدرة على تنفيذ أفكار المدرب بفعالية، وغياب الروح والتركيز اللذين يؤديان إلى تذبذب المستوى بين مباراة وأخرى.
ورغم نتائج الفريق المخيبة في الدوري، تبدي إدارة النادي ثقة مستمرة ببوستيكوغلو، إذ ترى فيه القدرة على قلب الأوضاع بفضل قدراته التكتيكية التي جعلته يحقق نجاحاً ملموساً في الموسم الماضي.
من جانبه، يُظهر المدرب اليوناني ثقة كبيرة بإمكانية تصحيح المسار قريباً، حيث يبرّر التراجع الحالي إلى موجة الإصابات التي تعرّض لها الفريق وأثرت على ثمانية لاعبين أساسيين. كذلك، أشاد بمحاولات الإدارة تعزيز صفوف الفريق من خلال سعيها للتعاقد مع مدافع ولاعب خط وسط ومهاجم خلال سوق الانتقالات الشتوية، وإن كان يدرك صعوبة تحقيق كل هذه التعاقدات نظراً لقلة الخيارات المتاحة في هذه الفترة.
ووسط كل هذا الضجيج، يأمل المشجعون أن تحمل الأسابيع المقبلة إجابات شافية؛ فالتحديات كبيرة، ولكن أي فريق عظيم بدأ طريقه من التعثر قبل أن يتحوّل إلى نموذج يُحتذى به.