أكد الفلكي عماد مجاهد، عضو الجمعية الفلكية الملكية البريطانية والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن سماء المملكة والعالم العربي ستشهد زخات كثيفة من شهب "التوأميات" فجر يومي السبت والأحد المقبلين، حيث يتوقع أن يظهر أكثر من 120 شهابًا في عرض جوي مذهل يشبه الألعاب النارية. وتُعرف هذه الظاهرة الفلكية بـ"زخة شهب التوأميات".
وأوضح مجاهد أن رصد هذه الشهب لا يتطلب أي معدات خاصة، إذ يمكن للمرء مراقبتها بالعين المجردة، مع إمكانية التقاط صور باستخدام كاميرات التصوير، كما يمكن أيضًا الاستفادة من تقنيات "الرصد الراديوي للشهب" عبر الإنترنت.
وأشار إلى أن ذروة الشهب ستكون في الساعات الأولى من الفجر، وقبل شروق الشمس، حيث ستظهر في السماء في منطقة قريبة من الأفق. وأوضح مجاهد أن شهب "التوأميات" تتكون من ذرات غبارية صغيرة تركها الكويكب "فيثيون" أثناء دورانه حول الشمس، وهي تختلف عن زخات الشهب الأخرى التي تكون مصدرها المذنبات. وعندما تصطدم هذه الغبارية بالغلاف الجوي للأرض، تتولد حرارة عالية تؤدي إلى ظهور الشهب لامعة لفترة قصيرة قبل اختفائها.
وتابع مجاهد بأن الشهب تبدأ بالاحتراق على ارتفاع 120 كيلومترًا عن سطح الأرض، حيث تتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كيلومترًا دون أن تصل إلى الأرض، وهي ظاهرة تحدث بفضل وجود الغلاف الغازي الذي يحمي كوكبنا.
كما تطرق إلى الرصد الراديوي للشهب، الذي يعتمد على انعكاس الموجات الراديوية من طبقة الأيونوسفير عند اختراق الشهب لها بسرعة عالية، وهو ما يتيح للرصد أن يتم على مدار الساعة ومن أي مكان في العالم، بغض النظر عن الظروف الجوية. وأكد أن أفضل أوقات الرصد الراديوي هي في ساعات الصباح الباكر، بدءًا من الفجر وحتى حوالي ساعتين بعد شروق الشمس.