انطلق قطار طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "المجنونة"، وبعدما اقترح شراء غيرنلاند وضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية 51، عاد بطرح جديد يقضي بالسيطرة على قطاع غزّة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، في إشارة إلى منطقة "ريفييرا" الفرنسية، تجمّع المناطق السياحية المطلّة على ضفاف البحر المتوسط
.
هذا الطرح الترامبي يعني بالمقابل تهجير الفلسطينيين من غزّة وتطبيق خطّة "ترانسفير" جديدة تقضي بنقلهم إلى دول مجاورة، وهو طرح مكمّل لاقتراح سابق تقدّم به ترامب أيضاً قضى بإرسال فلسطينيي غزّة إلى الأردن ومصر. وربما، لن يكون لبنان ومعه سوريا بمنأى عن مشاريع التوطين هذه.
الفكرة الترامبية لاقت غضباً واسعاً لدى السلطة الفلسطينية ومعها حركة "فتح"، وحركة "حماس"، ورفضاً عربياً ودولياً وأممياً، لكونها ستقوّض مساعي الاستقرار في المنطقة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، وقد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء ومعها الشرق الأوسط إلى حمامات الدماء.
"حماس" مستعدة للقتال
"حينما لزمت العودة إلى القتال في السابق، المقاومة لم تقصّر"، هكذا يعلّق وليد كيلاني، مسؤول الإعلام في "حماس" في لبنان، رداً على سؤال عن احتمال توجّه الحركة إلى الخيار العسكري لمواجهة المشروع الجديد.
ويقول كيلاني، لـ"النهار"، إنّ المشروع لا يمسّ "حماس" أو غزّة فقط، بل كافة الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية، مشدّداً على وجوب تحرّك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لأن "النيران ستطال مختلف هذه الدول"، وخاصةً الأردن ومصر وسوريا ولبنان التي قد يُرحّل الفلسطينيون إليها.
ويؤكّد المسؤول في "حماس" أن الفلسطينيين "سيعملون ضد هذا المشروع لمنعه"، مستشهداً بحرب غزّة، فيقول إن "الشعب الذي صمد في أرضه وقاتل الجيش الإسرائيلي وأفشل أهداف الحرب وخطط الجنرالات والترانسفير وعاد إلى شمال القطاع رغم الدمار، فكيف تقنعه بترك أرضه ومدينته؟"، معوّلاً على الحشد العربي والإسلامي والدولي للوقوف بوجه المشروع.
السلطة تتأهب
نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة يتحدّث عن مشروع "ريفييرا" بوصفه امتداداً لوعد بلفور، ويؤكّد عبر "النهار" أن الفلسطينيين "لن يرضوا بتكرار النكبة الأولى، وإصرار الغزيين على البقاء في غزّة وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها دليل على التمسّك بالأرض ورفض مشاريع التهجير والتوطين".
ويراهن خريشة على ثلاثة عناصر لمواجهة المشروع الأميركي – الإسرائيلي، وهي "الشعب الفلسطيني، المقاومة، والمجتمع العربي بشقيه السياسي والشعبي". وإذ يؤكّد أن "المقاومة مستمرة والخيار العسكري موجود، فإما المقاومة المسلحة أو الانتفاضة الشعبية"، يأمل أيضاً أن تتشبّث الدول العربية بموقفها الرافض للمشروع و"عدم تمييع القضية".
في المحصّلة، فإن مشروع ترامب يصطدم بالرفض الفلسطيني والعربي وحتى الدولي، لكن القلق يكمن في أن ترامب "رجل صفقات"، يعي جيداً كيف تتم عمليات الشراء والبيع والمقايضة، والخوف أن تكون غزّة سلعة جديدة في سوقه.