الدوري الإسباني ، كأس إسبانيا ، ريال مدريد ، كارلو أنشيلوتي
في ظلّ التحديات الكبيرة التي يمرّ بها ريال مدريد نتيجة سلسلة الإصابات المتكرّرة التي أثرت بشكل ملموس على تشكيلته الأساسية، وجد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي نفسه مضطراً إلى إجراء تغييرات جذرية والاعتماد على خيارات جديدة لم تكن تحظى بالكثير من الفرص سابقاً مع الفريق الملكي.
ومع اشتداد المنافسات واقتراب المواجهات المصيرية، أبرزها المباراة المرتقبة ضدّ مانشستر سيتي ضمن ملحق دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، لجأ أنشيلوتي إلى إشراك لاعبين شباب يلعبون للمرّة الأولى مع الفريق، في محاولة منه للتكيّف مع الأوضاع الصعبة.
ورغم أنّ مثل هذه الظروف قد تضعف أداء بعض المدربين وتحدّ من قدراتهم على اتخاذ القرارات الحاسمة، إلّا أنّ أنشيلوتي أثبت مراراً أنه قادر على تحمّل الضغوط وإظهار شخصية استثنائية في إدارة المباريات. وقد اتضح هذا جلياً في مباراة ليغانيس ضمن الدور ربع النهائي من كأس إسبانيا، حيث واجه الفريق غياباً لعدد من نجومه الأساسيين الذين يعتمد عليهم عادةً.
قرّر المدرب إعفاء الحارس البلجيكي تيبو كورتوا من المشاركة لمنحه الراحة، وفضّل أيضاً استبعاد النجمين كيليان مبابي وجود بيلينغهام رغم دورهما المهم في خط الهجوم. ورغم تأثير تلك الغيابات، استطاع النادي الملكي الفوز وضمان بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي.
أثبت أنشيلوتي قدرته على قراءة المباريات بشكل مميّز من خلال قراراته غير المتوقعة في تلك المواجهة. أبرزها كان الدفع بالبرازيلي رودريغو أساسياً مع الإبقاء على فينيسيوس جونيور على دكّة البدلاء. هذا القرار الذي أثار التساؤلات قبل بداية اللقاء سرعان ما بدا خياراً صائباً، إذ تمكّن رودريغو من لعب دور حاسم عبر صناعة هدف والمساهمة في آخر، ما أكّد نجاح رؤية المدرب الإيطالي.
وضمن قراراته التكتيكية كان إشراك إبراهيم دياز بدلاً من داني سيبايوس في خطّ الوسط. وبالرغم من بعض التحفّظات الأولية، تمكّن دياز من تقديم أداء مميز.
في المقابل، أثبت غونزالو غارسيا، المهاجم الشاب الذي دفع به أنشيلوتي بدلاً من أندريك، أنه رهان ناجح بكل المقاييس. فقد تمكن من تسجيل الهدف الثالث لريال مدريد في اللحظات الأخيرة، ليضمن به التأهل إلى نصف النهائي ويؤكد أهمية الاعتماد على العناصر الصاعدة.
المرونة التي أظهرها أنشيلوتي في مواجهة ليغانيس تعكس بوضوح قدرته على الابتكار والتفكير بأساليب غير تقليدية، إلى جانب استثماره الأمثل لجميع اللاعبين المتاحين، مما يؤكد أنه سيّد الرهانات الناجحة. ومع اقتراب اللقاء المرتقب مع مانشستر سيتي، قد يكون المدرب الإيطالي بصدد تنفيذ استراتيجيات مبتكرة تساعده على إرباك خصومه وتحقيق النتائج المرجوّة.