قالت المدير القطري العام لمنظمة كير العالمية في الأردن كيتلين جوجن، إن المملكة تسير نحو التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري، بخطى مدروسة ومنتظمة في سبيل تحقيق نهوض شامل في عملية التنمية المستدامة.

وأضافت جوجن في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هنالك مشاريع تحديثية عديدة استحدثها الأردن، تمكن من خلالها إرساء شراكات حقيقية مع منظمات دولية، ولفت الأنظار حول جرأة هذه المنظومة واثرها على إحداث النمو المستدام والممنهج.

وبينت، أن منظمة كير ومنذ نحو ثمانية عقود من الزمن تقوم بتنفيذ مشاريع اقتصادية وتنموية متنوعة في الأردن، تنسجم جميها مع توجهات الدولة وخططها وبرامجها لا سيما في التعامل مع الاستجابة السريعة للمتغيرات ومواكبة التطورات وتمكين الفئات المستضعفة والحيوية في المجتمعات النائية، مع التركيز على اللاجئين وقطاعي الشباب والمرأة.

وأشارت إلى أن كير تعمل حاليا على تنفيذ جملة من المشاريع التي تطال شرائح كبيرة من المجتمعات المحلية الأردنية واللاجئين بالشراكة مع منظمات عالمية اخرى، مثل مشروع ” الرقمنة ” الذي يهدف إلى زيادة فرص التوظيف من خلال التدريب والتمكين لفئة الشباب، والاستفادة من الحلول الرقمية المبتكرة، حيث يركز المشروع على بناء المهارات المستدامة، وتعزيز القدرات التقنية، وتحسين الثقافة المالية، وثقافة الادخار ،من خلال “جمعيات الادخار والقروض القروية”

وبينت أن مشروع نيكوس الذي ينفذ بالتعاون مع الوكالة النمساوية للتنمية، يستهدف اللاجئين والمجتمعات المضيفة والمستضعفة في الأردن، بمن فيهم النساء والفتيات والأطفال، يعمل على تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات الأردنية واللاجئين من خلال دمج التدخلات التي تركز على التوظيف، والإدماج المالي، والحماية، ويتضمن المشروع بمجمله أنشطة متنوعة، مثل التدريب أثناء العمل، وإقامة المشاريع الصغيرة، والتدريب على المهارات الرقمية، بهدف تحسين سبل العيش وتوفير فرص اقتصادية مستدامة وتفعيل برامج الأبوة الإيجابية ومبادرة إشراك الرجال والفتيان لزيادة رفاهية الأسرة.

وأشارت جوجن إلى مشروع الأنظمة الزراعة المائية في مخيم الأزرق الذي تنفذه المنظمة حاليا ويسعى لتمكين اللاجئين السوريين عن طريق تنفيذ مشاريع الزراعة المائية في المخيم وتعزيز الاعتماد على الذات والأمن الغذائي للعائلات اللاجئة، من خلال توسيع أنظمة الزراعة المائية والبنية التحتية لها، وتقديم تدريب معمق يشرف عليه خبراء في هذا المجال، لتقوم الأسر بعد ذلك بتنفيذ مشاريعها الزراعية الخاصة وتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي والاستفادة من بيع المحاصيل الزراعة لتوفير الدخل الشهري المنتظم.

وأكدت، أن كير تولي أصحاب الإعاقة اهتماما خاصا وتركز عليهم في العديد من المشاريع التي تنفذها، حيث يشمل مشروع “تعزيز الحماية والقدرة على الصمود بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة “هذه الفئة بشكل كبير ويسعى المشروع لتحسين الحماية والقدرة على الصمود من خلال حزمة متكاملة من أنشطة الحماية وسبل العيش ويركز على بناء قدرات الشركاء المحليين، مثل معهد العناية بصحة الأسرة، لتقديم خدمات إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي وخدمات الحماية الأخرى، كما يشمل تقديم مساعدات نقدية مشروطة لدعم تعليم الأطفال.

ولفتت جوجن إلى أن كير تقدم من خلال مشاريعها استجابات طارئة للتخفيف من الأزمات المالية والنفسية الحادة الناجمة عن تخفيض المساعدات الإنسانية وتزايد الديون وتكون هذه المساعدات نقدية لمرة واحدة وتقدم لحوالي 2,000 أسرة، حيث أن مساحات عمل منظمة كير توسعت في الآونة الأخيرة لتطال اقليم الجنوب في المملكة وتنفذ حاليا مشروعا بمحافظة الكرك، يتمحور حول تمكين النساء والمجتمعات لتبني الطاقة النظيفة واستراتيجيات التكيف مع المناخ.