حذر رئيس وزراء فرنسا فرنسوا بايرو من أن أوروبا قد "تُسحق" إذا لم تفعل شيئا في مواجهة الرئيس الأميركي دونالد تترامب.
لكن للمستثمرين رأي آخر، إذ يتأهبون للترحيب بتنصيب ترامب للمرة الثانية إذ يتوقعون الاستفادة من جدول أعماله المؤيد للأنشطة التجارية، لكنهم يتوخون الحذر بشأن سياسات الحماية التجارية التي يعتزم اتباعها وخاصة موقفه من الرسوم الجمركية.
ويعود ترامب للمنصب بجدول أعمال طموح يشمل إصلاح التجارة وحملات على الهجرة وخفض الضرائب وتخفيف القواعد المنظمة للعملات المشفرة. ويعدل مديرو الاستثمار المحافظ الاستثمارية في مختلف فئات الأصول، ويترقبون خطاب تنصيبه بحثا عن إشارات ربما تؤدي إلى تحركات بالسوق في الأمد القريب.
وقال سام ستوفال كبير خبراء السوق في سي.إف.آر.إيه ريسيرش "لا يزال الغموض هو الشعار، مع تيقظ الجميع للحصول على إجابات لأسئلة مثل ما إذا كان التهديد بالرسوم الجمركية سيصبح حقيقة أم سيظل حيلة تفاوضية في اليوم الأول".
لكن كثيرين يتمسكون بالأمل في رد فعل هادئ نسبيا على التعليقات والأفعال الأولى للرئيس العائد للبيت الأبيض.
وقال مايكل أرون كبير مسؤولي الاستثمار في ستيت ستريت جلوبال أدفيزورز "قد يكون كلام ترامب أسوأ بكثير مما سيفعله في البداية". وتوقع أرون أن يستمر توقيت وتأثير التغييرات السياسية الأكثر أهمية التي سيجريها ترامب على مدى فترة زمنية أطول.
ومع ذلك، هناك احتمال أن تؤدي خطط ترامب بشأن الرسوم الجمركية إلى زيادة مخاوف التضخم التي تضغط على أسعار السندات والأسهم، وربما تؤثر الجهود المبذولة لتشديد ضوابط الهجرة أيضا في الأسواق. وأدت التعهدات بتخفيف القواعد التنظيمية إلى رفع أسهم البنوك وقفزات عالية في قيمة العملات المشفرة.
ومع إعلانهم عن أرباح متزايدة، قال رؤساء تنفيذيون في وول ستريت للمستثمرين إن الإدارة الأمريكية القادمة ستكون صديقة للأعمال وفي مصلحة البنوك.
ويعتزم ترامب بدء رئاسته بحزمة من الأوامر التنفيذية التي تستهدف مجالات السياسة الرئيسية، بما في ذلك الهجرة والطاقة.
وحسبما ذكرت رويترز في وقت سابق، يتوقع قطاع العملات المشفرة أن يفي ترامب بوعود حملته بأن يصبح "رئيس العملات المشفرة" من خلال إنشاء مخزون اتحادي من عملة بتكوين وزيادة وصول هذه العملات إلى البنوك وإنشاء مجلس للعملات المشفرة.
البابا
وعبر البابا فرنسيس اليوم الاثنين عن أطيب أمنياته للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وذلك في رسالة تقليدية أُرسلت قبل حفل تنصيب الرئيس في واشنطن.
وقال البابا، الذي عبر في السابق عن اختلافه الشديد مع خطاب ترامب المناهض للمهاجرين، إنه سيصلي من أجل أن يمنح الله ترامب "الحكمة والقوة والحماية" مع توليه الرئاسة لفترة ثانية.
وأضاف بابا الفاتيكان "آمل أن يحقق الشعب الأميركي الازدهار تحت قيادتكم ويسعى دائما لبناء مجتمع أكثر عدلا ليس فيه مكان للكراهية أو التمييز أو الإقصاء".
يأتي هذا غداة انتقاد البابا فرنسيس لخطة ترامب المزمعة لتكثيف إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة في أنحاء الولايات المتحدة، واصفا إياها بأنها "مخزية".
وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إيطالية، قال البابا أمس إن "هذا من شأنه أن يجعل المهاجرين الذين لا يملكون شيئا يسددون الفواتير غير المدفوعة... ولا يمكن حل المشكلات بهذه الطريقة".
سأتصرف بقوة
ووعد الرئيس ترامب الأحد خلال تجمع جماهيري أخير عشية أدائه اليمين الدستورية، بالتحرك "بسرعة وقوة غير مسبوقة" لـ"وقف الغزو عند حدود الولايات المتحدة" وتعزيز إنتاج النفط وقطع الطريق على "أيديولوجيات اليسار الراديكالي".
وقال الرئيس الجمهوري المنتخب أمام آلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في قاعة للرياضة والحفلات "لقد انتصرنا!"، مضيفا "نحن نحب الانتصار، أليس كذلك؟".
وقبل أن يتسلم منصبه الاثنين، أراد قطب العقارات ورجل الأعمال السابق الذي يمنعه الدستور من الترشح لإعادة انتخابه بعد أكثر من ولايتين له في منصبه، أن يستمتع للمرة الأخيرة بالأجواء المفعمة بالحماس لحملته المنتصرة.
ووعد الملياردير البالغ 78 عاما بموجة من المراسيم في أول يوم له في منصبه، مع التركيز خصوصا على مكافحة الهجرة غير النظامية، وهو أحد المحاور الرئيسية لحملته الانتخابية.
"إنقاذ تيك توك"
وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، سيعلن ترامب الاثنين حال الطوارئ على الحدود مع المكسيك. ويُتوقع أيضا أن يلغي بعض البرامج الهادفة إلى تعزيز التنوع في الإدارة الفدرالية، ويرفع القيود المفروضة على إنتاج النفط.
ووسط التصفيق، شدّد ترامب الأحد أيضا على ضرورة "إنقاذ تيك توك"، بعد ساعات قليلة على وعده بأن يُعلِّق تطبيق قانونٍ يُحظّر هذه المنصّة التي تعذّر الوصول إليها موقتا لساعات عدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال ترامب "صراحة، ليس لدينا خيار سوى إنقاذه".
من جهته، وعد إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وحليف ترامب، الأحد بجعل الولايات المتحدة "قوية لقرون".
وقال ماسك على المنصة إلى جانب ترامب "هذا الانتصار هو حقا البداية. ما يهم هو إحداث تغييرات كبيرة (...) وإرساء أسس لتكون أميركا قوية لقرن من الزمن، لقرون وإلى الأبد".
وكان ترامب وصل إلى واشنطن السبت عشية تنصيبه الاثنين، برفقة زوجته ميلانيا وأفراد آخرين من عائلته.