الدوري الإنكليزي ، آرني سلوت ، نونو سانتو ، أندوني إيراولا ، أوناي إيمري ، إيدي هاو ، ميكيل أرتيتا
وسط أجواء مشوّقة ومليئة بالإثارة في منافسات الدوري الإنكليزي، تواصل البطولة إبهار الجماهير بتغيرات جذرية في موازين القوى، وظهور فرق جديدة تنافس بقوة على اللقب وتسعى لتأمين موقع بين الأربعة الكبار.
ومع أنها تحتفظ بكل عناصر الحماس داخل المستطيل الأخضر، إلا أنّ المتعة هذه المرّة تجاوزت حدود الملعب لتتجلى في التحدي الإبداعي بين المديرين الفنيين، الذين باتوا يلعبون دوراً حاسماً في صياغة نتائج المباريات عبر تبديلات ذكية وخطط تكتيكية مبتكرة.
في السنوات الماضية، كانت مواجهات بيب غوارديولا ويورغن كلوب بمثابة محور الإثارة خارج الخطوط؛ فهذه الثنائية الاستثنائية أعادت إلى الـ"بريميرليغ" رونقه الخاص، والتنافس على اللقب امتد حتى المراحل الأخيرة بفضل براعة كلا المدربَين في تغيير مسار اللعب في اللحظات الحرجة، سواء لصالح مانشستر سيتي أو ليفربول.
إلا أنّ الموسم الحالي يحمل طابعاً مميزاً يجعله أحد الأكثر تشويقاً في السنوات الأخيرة؛ فالمنافسة باتت تتجاوز ما يحدث داخل الملعب، لتشمل صراعاً جديداً بين المدربين على لقب الأفضل، إذ يصعب الجزم بتفوّق مدير فني معين حيث يعتمد كل منهم على أسلوبه الفريد لإضفاء بصمته الخاصة، وهو ما يزيد من جرعة الإثارة والتوتر حتى في أدق التفاصيل التكتيكية خارج الخطوط.
آرني سلوت، على سبيل المثال، تفوّق هذا الموسم من خلال قيادته الاستثنائية لليفربول؛ واستمراره في القمة منذ المراحل الأولى، ما جعله المرشح الأبرز للتتويج باللقب، وربما أيضاً للفوز بجائزة أفضل مدرب.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي لعبته مجموعة أخرى من المدربين الذين جعلوا الدوري أكثر متعة وإثارة. والمفاجأة هذا الموسم كانت بتراجع مركز بيب غوارديولا الذي طالما تربّع على عرش الخطط التكتيكية.
في المقابل، كان لمدربي فرق منتصف الجدول حضور غير متوقع أثر بشكل كبير على مجريات الدوري. نونو سانتو، مدرب نوتنغهام فورست، يُعد نموذجاً للإبداع التكتيكي رغم الإمكانات المحدودة لديه مقارنة بكبار البطولة.
كذلك، أذهل أندوني إيراولا، مدرب بورنموث، المتابعين بتكتيك أظهر عقليته الاستثنائية التي تؤهله لأن يصبح أحد أبرز الوجوه التدريبية مستقبلاً. ولا يمكن إغفال أوناي إيمري الذي قاد أستون فيلا إلى تحقيق إنجازات بارزة، حيث نجح في التأهل المباشر إلى دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا. أما إيدي هاو، فقد نجح في إعادة نيوكاسل إلى مكانته التاريخية بين الكبار.
وفي السباق الإبداعي نفسه، يبرز ميكيل أرتيتا كقوة لا يستهان بها مع أرسنال الذي بات ينافس بشدة تحت قيادته، في حين أظهر إنزو ماريسكا تأثيراً إيجابياً في إعادة تشيلسي إلى السكة بعد مواسم مخيبة للآمال.