تتسارع الأحداث في سوريا، وبدأت الأنظار تتوجه إلى منطقة القصير في محافظة حمص باعتبارها الخلفية الاستراتيجية والشعبية لـ"حزب الله" في سوريا.
وقد أظهرت فيديوات متداولة اليوم نزوح عدد من السكان الحاليين في القصير الى لبنان عبر الحدود البرية.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت معبر الجوبانية الذي يربط الأراضي اللبنانية بمنطقة ريف القصير جنوب غربي حمص.
وتقع مدينة القصير جنوب غرب مدينة حمص، على بعد حوالي 35 كيلومتراً، وتبعد 15 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، وهي في معظمها أرض سهلية لا تتخللها ارتفاعات كثيرة، تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، فهي تربط العاصمة دمشق بالساحل السوري في طرطوس واللاذقية عبر حوض العاصي.
يتبع المدينة إدارياً أكثر من أربعين قرية، وتصلها بمدينة "حمص" شبكة مواصلات تؤمن لسكان المدينة الاتصال المباشر بباقي القرى، كما كانت قديماً محطة مهمة في خط السكك الحديدية التي تربط سوريا بلبنان.
ظهرت القصير على خريطة الأحداث السورية في نهاية عام 2011 بعد محاصرتها من قبل الجيش السوري.
وفي تموز عام 2013 وبعد معركة عنيفة، سيطر على المدينة "حزب الله" والجيش السوري، ما شكّل الانكسارة الأولى والكبرى التي تعرضت لها "فصائل الجيش السوري الحر" وغيرها من الفصائل.
بعد سيطرة "حزب الله" عليها، هجرَ أغلب أهاليها الذين أصبحوا نازحين في مناطق عدة، في عرسال وباقي المناطق (السنية) اللبنانية، بالإضافة إلى المحافظات السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وحتى الساعة لم يعد أهاليها إليها سوى بعض المحظيين، أو الموالين للنظام.
وبحسب مصادر إعلامية متقاطعة، يقيم حالياً في مدينة القصير ما بين 2000 إلى 5000 شخص، من أصل سكانها الـ60 ألفاً بحسب الإحصاء الرسمي الصادر عن الحكومة السورية عام 2011.
وتعتبر المنطقة والمدينة بمثابة المدمرة، ويقال إن الدمار في المنازل والمنشآت الحيوية بلغ 85 في المئة.
ومنذ عام 2013، يسيطر "حزب الله" بالكامل على المدينة وقراها، وقد جعلها قاعدة عسكرية خلفية، وقلة فقط من سكانها الأصليين سُمح لها بالعودة، بالإضافة إلى أنه بعد تهجير قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين من الشمال السوري تم الإتيان بهم إلى القصير.
واستقبلت القصير أعداداً كبيرة من النازحين اللبنانيين الهاربين من الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل.
وفضلاً عن الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي شكِّل موقعاً حساساً لـ"حزب الله"، بسبب قربها من الحدود اللبنانية وأصبحت تعدّ عمقه الاستراتيجي مع المناطق الحدودية اللبنانية، لا سيما في بلدتَي الهرمل والقصر، وصولاً إلى بعلبك في البقاع، كما تعد المركز الرئيسي لتجميع الصواريخ والمسيّرات التي تصل من إيران، وتحوي أكثر من مصنع للمنصات التي تطلق بواسطتها صواريخ، وهو ما عرضها للقصف الكثيف خلال الحرب ولا يزال مستمراً.