لا أمان لـ"ملوك" القارّات الثلاث
البطولات القارية في القارات الثلاث (أوروبا، آسيا، وأفريقيا) وصلت إلى مرحلتها الحاسمة، حيث باتت الأدوار الإقصائية على الأبواب، وهي المحطة التي لا مجال فيها للتعويض أو اللحاق بركب الصدارة. في هذه الأدوار، الخسارة تعني وداع المنافسة نهائياً وتجعل الخطأ ممنوعاً.
ومع دخول هذه المحطة الحرجة، ورغم تباين نظام المسابقات القارية الثلاث في موسم 2024-2025، بدأت الأنظار تتّجه نحو "ملوك" القارات الثلاث: ريال مدريد الإسباني، الهلال السعودي، والأهلي المصري، والتساؤلات تُثار حول مدى قدرتها على مواصلة المنافسة رغم الأداء المتذبذب أخيراً الذي عكس تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالبدايات القوية لهذا الموسم.
في دوري أبطال آسيا للنخبة، يُعدّ الهلال السعودي الفريق الأقوى نظرياً في النسخة الحالية، والمرشّح الأبرز للقب. ومع ذلك، ارتفعت التوقّعات بعدم تخطّيه عقبة دور الـ16 بسبب أدائه المحلي المتذبذب. وإذا تمكّن من العبور، فإنّ تخطّي ربع النهائي سيكون تحدياً كبيراً وسط كوكبة من الخصوم الأقوياء في كلا المنطقتين الشرقية والغربية.
من جهة أخرى، تُشير الحسابات إلى أنّ فرص ريال مدريد والأهلي المصري قد تكون مهدّدة لصالح منافسين أكثر استقراراً هذا الموسم. ففي أوروبا، يُعتبر ليفربول وبرشلونة أبرز المرشحين لرفع اللقب. أمّا في أفريقيا، فالترجّي التونسي وأورلاندو بايرتس يظهران كمنافسين بارزين، إلى جانب بيراميدز الذي يواصل تقديم أداء ثابت ويطمح لإحداث المفاجأة.
وكشفت تقارير صحافية قدرة الأهلي المصري المستمرّة على استعادة توازنه وتصحيح مساره خلال الأدوار الإقصائية، حتّى بعد بدايات متواضعة في مرحلة المجموعات، ما ساهم في تعزيز رصيده من الألقاب القارية في السنوات الأخيرة، إذ تُوّج في أربع مناسبات من أصل خمس نسخ أخيرة.
من جهته، فإنّ ريال مدريد يحمل إرثاً استثنائياً مع 15 لقباً أوروبياً، ويُعدّ سيّد النهائيات بلا منازع؛ فمجرّد وصوله إلى الأدوار المتقدّمة يعني أنّ المنافسين سيواجهون تحدّياً صعباً؛ فالفريق الملكي لا يسمح لأيّ منافس بانتزاع الكأس نهائياً فور وصوله إلى المحطة الأخيرة.
أمّا الهلال السعودي، فرغم ابتعاده عن الألقاب في بعض الفترات، فإنّ اسمه يبقى مرادفاً للزعامات الآسيوية. نجاحاته المحلية والقارية الحديثة تُبرز مدى سيطرته، باعتباره الأكثر تتويجاً في آسيا والمصدر المستمرّ للخطر أينما حلّ.
المباريات الحاسمة المقبلة ستكون اختباراً صعباً لكلّ الفرق. لكنّ الحقيقة هي أنّ مواجهة أيّ من هؤلاء العمالقة الثلاثة تحمل مخاطر كبيرة لأيّ منافس. فشخصية البطل لديهم غالباً ما تصنع الفارق في اللحظات الحرجة وتجعلهم في موقع الأفضلية، حيث تتضاءل الفوارق وتظهر القيمة الحقيقية للخبرة والتاريخ.