الصفدي يبحث مع نظيره الإماراتي الأوضاع بالمنطقة " القصر الطائر " هدية قطر لترامب الإقراض الزراعي تبحث توفير حلول تمويلية لتطوير مشاريع زراعية الأميرة سمية ترعى حفل إطلاق البرنامج الوطني لتعزيز منظومة الأمن النووي بيان من مديرية الأمن العام وزير المياه: قضية الحصاد المائي تمس مستقبل الأجيال قصف إسرائيلي يستهدف محافظة الحديدة اليمنية على البحر الأحمر حماس: سنطلق سراح الجندي المزدوج الجنسية "عيدان ألكسندر" ترامب سيعلن عن الخبر الذي وصفه بأنه الأكثر تأثيرا بعد قليل السعودية تحتضن قمة خليجية – أميركية الأربعاء “الطاقة النيابية” تؤكد دعمها للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية "لجنة الإعلام النيابية": مستعدون لبحث أزمة الصحف الحكومة توافق على تسوية 905 قضايا عالقة بين مكلفين وضريبة الدخل حماس تجري محادثات مع واشنطن بشأن هدنة في غزة جنود الاحتلال قتلى وجرحى في حي الشجاعية هذا ما كُشف عن الخلافات بين نتنياهو وترامب الحكومة تقر نظاما يهدف إلى توسيع شريحة المتقدمين للوظائف القيادية "ريمونتادا" مثيرة تقود برشلونة لإسقاط ريال مدريد نقابة الصحفيين تُجري قرعة بعثة الحج وزير الزراعة يؤكد أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الزراعة
+
أأ
-

‏الأردنيون لا يقبلون أنصاف ارتباطات ولا « أوامر خارجية»

{title}
صوت جرش الإخباري

فرق كبير بين ارتباطات فكرية تُنضج الفكرة لدى الأفراد، وتضعها في إطار وطني، وبين ارتباطات سياسية تتبناها بعض التنظيمات، وباسمها تتلقى أوامرها من الخارج، لكي تختطف الدولة، أو تحاول الحاقها بتنظيمات أو جهات أخرى، خارج السياق الوطني.



‏لا خيار أمام أي تنظيم أو حزب أردني إلا إعلان الارتباط بالدولة الأردنية، أي محاولة للخروج عن هذه القاعدة تعني، بالضرورة، الارتهان للخارج، وتوجيه البوصلة ضد السيادة الوطنية، حدث ذلك في تاريخنا القريب حين نشأت تنظيمات سياسية داخل الدولة، حملت أسماء عابرة للحدود، ثم انقلبت على الدولة حين اصدمت المبادئ والمصالح، أوحين تطابقت أجنداتها مع اجندات المرجعيات التي ترتبط بها.



‏لا يوجد دولة في العالم تقبل بازدواجية الارتباط السياسي للأحزاب فيها، فلماذا أصبحت بلادنا، دون غيرها، مسرحا لتنظيمات تعتاش على أيدولوجيات انتهت صلاحيتها في بلدانها، او تتقمص ايديولوجيات أخرى لا تعترف بالدولة ولا الهوية الوطنية، ولا تراها إلا ساحات للحشد أو منطلقات للجهاد العالمي؟



‏خلال العام المنصرف، على الأقل، اكتشفنا كيف تتصرف بعض التنظيمات التي ترتبط بالخارج، وكيف تتعامل مع قضايانا الوطنية، كيف ترتب اولوياتها، وكيف توزع الأدوار لخداع الجماهير، وكيف تتناوب عند اتخاذ المواقف لكسب التأييد الرسمي أو الشعبي ؛ خذ مثلا، تحت لافتة «المقاومة»، أصبح حزب الله اقرب من الدولة الأردنية في الحسابات السياسية للذين رفعوا راياته، وهتفوا بأسماء رموزه في عمان، فيما كانت مليشياته تهدد حدودنا الشمالية، وتقتل أبناءنا بالأسلحة والمخدرات، معقول يحدث ذلك، ويصبح مطلوبا منا أن نصمت، او حتى أن نبارك ونصفق؟



تحت لافتة «المقاومة»، أيضا، ثمة تنظيمات صنفت بلدنا على قائمة «الخيانة»، واطلقت في شوارعنا صرخات وضعتنا في دائرة « الصهاينة»، وحين رفضنا التهجير وأكدنا على مواقفنا في دعم اشقائنا في غزة، انبرى هؤلاء للتشكيك ببلدنا، واتهامه بالعمالة، السؤال: هل كانت ارتباطات هذه التنظيمات التي تسمنت في بلدنا وطنية، وهي تمارس كل هذا الفجور، أما أنها ارتباطات لا علاقة لها بالأردن ومصالحه وقيمه التى تربى عليها الأردنيون؟ لكن حان الوقت لنحسم هذه المعادلة، لم يعد اي مجال (للعب) على الحبلين، او لازدواجية الولاءات، فإما أن تكون أردنيا مرتبطا بالأردن الفكرة والمبدأ، الدولة والتاريخ، الوطن والمصالح والخيارات، وإما أن تلتحق بمن تشاء.



‏كل الفزّاعات التي رفع أصحاب هذه الارتباطات، وما زالوا، مهما اختلفت اتجاهات بوصلتهم، من اجل تخويفنا وإرباكنا او دفعنا إلى الصمت، لا تعني أي شيء، ولن تدفعنا إلا لمزيد من القوة والصمود، نحن ملتصقون ببلدنا، هويتنا أردنية، وأجندتنا أردنية، وقبلتنا أردنية، لا نهتف إلا لهذا البلد، ولا نحتفل إلا برموزه، ولا نعرف البيعة إلا لقيادته، هذا هو خيار الأردنيين، فإما أن نكون معاً على هذه المشتركات الوطنية، وإما أن نتصارح بلا مكاسرات ولا اتهامات، فيعرف أحدنا أين يقف، ومع من ينحاز؟



‏هذا الوطن الأردني لم يكن، أبدا، معزولاً عن عروبته وإنسانيته وقوميته، لم يخذل أمته، ولم يتردد عن التضحية بما يستطيع كُرمى لعيون أشقائه، لكن الأردنيين لا يقبلون أن يكون وطنهم «رقما «في بورصة التداول، او عجلة لماكينة المقاولة، أو تابعا لأجندات تقايض على بلدانها، أو حلقة في سلسلة ولاءات مغشوشه، هذا الأردن الذي بناه الأجداد والآباء، ودفعوا من أجله دمهم وعرقهم، وصانوا كرامته وعزته، هو ( السيّد ) الذي يستحق أن نهتف باسمه ونرفع علمه، ونعمل من اجله، ونحتفل بشهدائه، وندافع عن ترابة، هو وحده الذي يليق به (الارتباط الكامل)، لا يقبل أنصاف ارتباطات، ولا ولاءات أو هويات منقوصة.