السعودية تبدأ فرض غرامات وترحيل مخالفي الحج دون تصريح الوحدات يتوج بكأس الأردن بفوزه على الحسين إربد القبض على 10 أشخاص ألحقوا أضرارا بعدد من المركبات في العقبة رئيس هيئة الأركان المشتركة يبحث سبل التعاون العسكري مع نظيره السعودي الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل الأردن يدين اقتحامات المسجد الأقصى ومحاولة تدنيسه عبر إدخال قربان الدفاع المدني يتعامل مع 1816 حادثا خلال 24 ساعة بيان من حركة حماس بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر ترامب: قد نخفف العقوبات على سوريا فريق الصليب الأحمر يتوجه إلى غزة لنقل المحتجز عيدان ألكسندر ترامب: زيارتي تاريخية إلى الشرق الأوسط اختتام فعاليات التمرين الأردني الفرنسي المشترك " جبل 6" "إقليم البترا" تستأنف العمل بمشاريع ممولة من الـUSAID بقيمة 15 مليون دولار نجما ريال مدريد السابقان يزوران البترا سوريا بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل الخطف المتصاعد في الجزيرة السورية: قلق وتساؤلات بلا إجابات تتفاقم مع شهادات مؤلمة إسرائيل ترسل وفدها المفاوض بشأن غزة إلى قطر الثلاثاء ابن سلمان يريد قنبلته النووية.. تحت عباءة الكهرباء! قنابل إسرائيلية تسقط على قواعدها ومستوطناتها.. خلل أم رسائل داخلية؟ منظمة: “المجاعة تقلل السمنة للفلسطينيين”! غضب عالمي من تبرير جديد للإبادة
+
أأ
-

الرواشدة يكتب: وفّروا حناجركم .. ندافع عن الأردن ولن نصمت

{title}
صوت جرش الإخباري

‏المرحلة خطيرة ، والمتربصون كثيرون ، ولا خيار أمام الأردنيين إلا الدفاع عن بلدهم ، شتان بين من يقف مع الدولة ، ويدعم خياراتها وصمودها، لكي تتصدى لأعدائنا على كافة الجبهات ، وتساند اهلنا في فلسطين ، وبين من يتقمص عباءة المقاومة ، ويستخدم الأردن دروعا بشرية ، ويفجر الأزمات داخله ، شتان بين من يرى الأردن قضيته الأولى ومرجعيته الأخيرة ، ويدفع نحو خطاب عقلاني يحافظ على مصالحنا العليا ، ويجنبنا الوقوع في فخ الحرب التي لا نريدها ، ولسنا طرفا فيها ، وبين من يحرض على اقتحام السفارات ، وفتح الحدود ، ويشكك بمواقف الدولة ، ويحاول أن يستنسخ تجارب الآخرين الذين تسببوا لأوطانهم بالفوضى والخراب.



‏منذ أن بدأت الحرب على غزة، قبل نحو عام ، دعوت عبر عشرات المقالات إلى عقلنة الخطاب العام ، وضرورة الالتفات للداخل الأردني ، قلت : لدينا أولويات وقضايا لابد من الانتباه إليها ، والتعامل معها بجدية واهتمام ، لا يجوز أن نستغرق في حالة الحرب على حساب مصالح بلدنا ، الأردن القوي يستطيع أن يساعد نفسه وأشقاءه والعكس صحيح تماما ، قلت أيضا : الدولة الأردنية تتصرف ،أو هكذا يجب ، بمنطق الدولة لا بعقلية التنظيم ، ولا بردود الأفعال، ولا بحسابات الذين استفردوا بالشارع ويحاولون اختطاف المجتمع ، واجب الأردنيين أن يفهموا معادلة بلدهم في خياراتها وإمكانياتها، وأن لا يتركوا للبعض أن يجرّونا إلى مغامراتهم ، أو يقذفونا بحجارتهم الملطخة بالسواد.



‏كنت أدرك ،تماما ، إنني سأصدم بكتلة ثقيلة ، تحركها أوامر صالونات ، في الداخل والخارج، اقل ما حاولت أن تفعله هو " شيطنة" كل من يدافع عن الدولة الأردنية ، اعرفهم تماما ، وتصديت لبعضهم وجها لوجه، لا يستطيع أحد أن يزاود عليّ في مواقفي على امتداد أكثر من 40 سنة قضيتها في مهنة الصحافة ، دافعت فيها عن قضايا الأردنيين كلها ، وتعرضت لكل ما يخطر على البال من مضايقات، كما دافعت -وما أزال - عن قضايا الأمة ، وفي مقدمتها قضية فلسطين ، لقد خدم والدي في الجيش وخاض حرب 48 ، وعلّمنا دروس الجندية والتضحيه والشهادة، ماذا تتوقع أن يفعل اردني ، يستشعر الخطر على وطنه الذي ليس له غيره إلا أن يحمل سلاحه أو قلمه ليدافع عنه ، بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، وقد فعل ، ولن يتوقف أبدا.



‏للذين يقولون ، ساخرين ومسيئين أيضا : وفّروا أقلامكم لمهاجمة الصهاينة (!)، أقول : وفّروا حناجركم وانفعالاتكم وهتافاتكم التي تقصفون بها الدولة ، وتزاودون فيها على مؤسساتنا ، وتجرحون فيها رموزنا الوطنية، وفّروا راياتكم ومحاولاتكم لجرّنا إلى حروبكم ، وإلحاقنا بالتنظيمات التي حولت مَن حولنا إلى دول فاشلة مدمرة ، وفّروا كل ذلك لتدافعوا عن الأردن قبل أي شيء ، هذا إذا كان الأردن في صميم مشروعكم وأولوياتكم ، نحن الأردنيين وفّرنا أرواحنا لصدّ المحتلين ، وجاهزون لمواجهة الصهاينة في أي وقت يفكرون به بالاعتداء على بلدنا ، لكننا لا نوفر لهؤلاء الصهاينة أي ذريعة أو مبرر ليروجوا أمام العالم أننا الوطن البديل.



‏نعم ، نريد أن تتحول البوصلة إلى مواجهة الاحتلال ، نريد أن نحافظ على وحدتنا الوطنية ، نريد أن ندعم صمود اشقائنا في فلسطين، لكن ذلك لا يتحقق إلا إذا التزم الجميع بالأردن ومصالحه وخياراته، وهذا ما يجب أن يفهمه، ويلتزم به ، من يصر على ارتكاب الأخطاء،وافتعال الأزمات ، واللعب على حبال العواطف ، ومن ما زال يقف فوق الشجرة لمقايضة الدولة ، أو كسر إرادتها.



‏تستكثرون علينا أن ندافع عن بلدنا ، أو أن نقول لمن أخطأ : أخطأتم ، تريدون أن نصمت ، لن نصمت ، تحاولون أن تنصبوا لنا فزاعات التخويف ، او تجردونا من عروبتنا وغيرتنا على دماء اشقائنا ، او تتهمونا بالبحث عن الغنائم ،أصارحكم : لقد أخذنا على عاتقنا العهد أن نبقى واقفين ندافع عن الأردن ، ونواجه كل من يحاول أن يخطفه إلى المجهول ، لن نكلّ أو نملّ، سنظل نكرر الاعتزاز ببلدنا ، الشعب والعرش ،التراب والجيش والمؤسسات الأردنية ، والمصالح العليا للدولة ، لن ترهبنا الأصوات العالية، ولا التهديدات من وراء الحدود ، من الكيان المحتل أو غيره ، نحن مزروعون في هذه الأرض ، وسنبقى فيها حتى الممات.