شهدت الفترة الأخيرة انتشار أخبار كثيرة حول رغبة اللاعب المصري محمد عبد المنعم، البالغ من العمر 25 عاماً، في العودة إلى النادي الأهلي مجدّداً.
أثارت هذه التكهنات تساؤلات لدى البعض بشأن إمكانات اللاعب، إذ اعتبر أنّ التفكير في العودة قد يعكس إخفاقه في مسيرته الاحترافية مع نادي نيس الفرنسي.
في المقابل، يجد آخرون أنّ مقارنته بعدد من النجوم المصريين المتألقين، مثل محمد صلاح لاعب ليفربول الإنكليزي، وعمر مرموش لاعب أينتراخت فرانكفورت الألماني، قد تكون غير عادلة، نظراً إلى تفاوت التجارب والبيئات الكرويّة.
ورغم الانتقادات التي واجهها من شريحة كبيرة من الجماهير، استطاع عبد المنعم أن يثبت مهاراته بوضوح. فقد نجح بتقديم أداء قويّ مع نيس الفرنسي، تاركاً بصمته بثقة وسلاسة، من دون التفات إلى الضغوط والانتقادات.
وبرزت إمكاناته المميزة في العديد من المباريات، أبرزها المواجهة الأخيرة ضد ستاد رين ضمن المرحلة الـ16 من الدوري الفرنسي، حيث لعب دوراً حاسماً في انتصار نيس بنتيجة 3-2 خلال هذه المباراة. وقد أظهر عبد المنعم أداءً لافتاً باتخاذ قرارات دقيقة في توقيت مثالي، وتميّز بفوزه بكل الالتحامات بالكرة بواقع 9 إلتحامات ناجحة من دون خسارة أي منها.
هذا المستوى المميّز لم يكن في هذا اللقاء فحسب، بل تكرّر في معظم المباريات التي خاضها في الدوري الفرنسي. وتشهد أرقامه على ذلك، إذ استطاع الفوز بـ6 التحامات على الأقلّ في كل مباراة، مما جعله ضمن أفضل 10 مدافعين في البطولة من حيث التدخّلات الناجحة لاسترجاع الكرة.
إضافة إلى ذلك، ساهم عبد المنعم بشكل كبير في استعادة الكرة لمصلحة فريقه بمعدّل لا يقلّ عن 4 مرات في كل لقاء.
ويعود التحوّل الكبير في أداء عبد المنعم إلى التغيير التكتيكي الذي أجراه مدرب نيس، إذ اعتمد خطة اللعب بأربعة مدافعين بدلاً من خمسة، ممّا أعاد اللاعب إلى مركزه الأساسيّ كمدافع أيسر، وهو الدور الذي تألق به سابقاً مع الأهلي.
ورغم أنّ نيس خاض 16 مباراة في الدوري حتى الآن، فإنّ عبد المنعم شارك في 8 مباريات فقط لأسباب مختلفة. فقد بدأ أساسياً في 7 منها، وشارك بديلاً في واحدة، فيما غاب عن أوّل مباراتين بسبب تأخّر إجراءات السفر، وابتعد عن أربع مواجهات أخرى نتيجة تعرّضه لإصابتين متتاليتين.
لذلك، يمكن القول إنّ محمد عبد المنعم يمضي بثبات نحو العالمية، متجاهلاً الانتقادات التي تتناول احتمالات فشله. فهو يؤمن بقدرته على أن يصبح واحداً من النجوم المصريين المحترفين المميّزين في الخارج، مستلهماً من نجاحات صلاح ومرموش ليعيد تقديم تجربة مماثلة مرّة أخرى.