يأتي شهر رمضان المبارك كل عام محمّلًا بأجوائه الروحانية والعائلية، لكنه يشهد أيضًا تحولات صحية وسلوكية، لا سيما في مواجهة إغراءات موائد الإفطار، ومحاولة التمسك بنظام غذائي صحي والحفاظ على ساعات النوم المطلوبة.

إذ يواجه الصائمون تحديًا في تحقيق التوازن بين العادات الصحية السليمة والاستجابة لإغراءات المائدة الرمضانية، وسط كثرة الدعوات لتناول الطعام خارج المنزل، مما قد يؤدي إلى كسر النظام الغذائي والوعي الصحي.

ويعد رمضان موسمًا اجتماعيًا بامتياز، حيث تزداد اللقاءات العائلية والسهرات، إلى جانب المنافسة على العروض والتخفيضات على المنتجات الغذائية ووجبات الطعام، ما يجعل التسوق والطلب عبر التطبيقات الذكية أكثر انتشارًا.

وكشف مواطنون لوكالة الأنباء الأردنية عن أنماط الاستهلاك والعادات الرمضانية، وتأثيرها على قلة ساعات النوم وكسر النظام الغذائي، مشيرين إلى أن غالبية الناس يجدون صعوبة في مقاومة الأجواء الروحانية والاجتماعية التي تميز هذا الشهر، إذ تحافظ نسبة قليلة فقط على نمط نومها المعتاد، بينما يعزو الأغلبية هذا التغيير إلى العادات الاجتماعية والطقوس الدينية، ورغبة الناس في التغيير والاستمتاع بالأجواء الرمضانية.

وأشارت الموظفة خلود الشلول، إلى أن "ساعات النوم تصبح قليلة أو شبه معدومة في رمضان، بسبب الالتزامات الاجتماعية والدينية".

من جانبه، أكد الدكتور فيصل العمري أن أنماط السلوك تتغير خلال رمضان بسبب الالتزامات الدينية والاجتماعية والصحية المختلفة عن بقية أيام السنة، مشيرًا إلى أن معظم الناس ينخرطون في هذه الأجواء، مما يؤدي إلى انقلاب كامل في نظامهم الصحي.

وأوضح العمري أن الوقت في رمضان ينقسم بين العمل، وأخذ قسط قليل من الراحة خلال النهار، ووقت الإفطار، ثم صلاة الجماعة والتراويح، مما يجعل الحفاظ على نظام صحي متوازن أمرًا صعبًا.

إلى ذلك، أوضح الطبيب أدهم الشقران أن معظم الأردنيين يفضلون قضاء وقت أطول مع العائلة خلال الشهر الفضيل، مشيرًا إلى أن التجمعات العائلية على الإفطار أصبحت أكثر انتشارًا مقارنة بالماضي.

وأضاف أن الكثير من الناس يعتبرون رمضان فرصة للوعي الصحي وتجديد الجسد، حيث يفضلون تناول وجبات منزلية صحية بدلاً من الطعام الجاهز، كما يحرص البعض على فقدان الوزن، بينما يحافظ آخرون على وزنهم، وهناك من يكتسبون وزنًا زائدًا.

وحذّر الشقران من العادات الغذائية غير الصحية، داعيًا إلى ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتقليل من الوجبات السريعة والمشبعة بالدهون.

كما نصح مرضى الضغط والسكري والأمراض المزمنة بالتواصل المستمر مع أطبائهم، وتجنب الأطعمة غير المناسبة لوضعهم الصحي، حفاظًا على سلامتهم خلال الشهر الفضيل.