مصطفى محمد _ هل اعتدنا خبر القصف؟ هل اعتدنا مشهد الدمار؟ هل اعتدنا صرخة الأحرار؟ لا بارك الله فينا إن اعتدنا.
362 يوما دمويا من مجازر ارتكبت بحق أبناء شعبنا الفلسطيني أمام أعين العالم العربي والإسلامي ولم يحرك أي منهم ساكنا بل خرجوا في تصريحات وإدانات ومؤتمرات مع دول الغرب والداعمة بالدرجة الأولى للكيان الصهيوني لبحث وقف العدوان على غزة وخرجت دول الغرب وهي على فراشهم تصرخ أمامهم بأن "الكيان له الحق في الدفاع عن نفسه" وعادوا بالصمت والخجلان والعار وخرجوا لشعوبهم قائلين "نبحث ونعمل على وقف العدوان على غزة"...!
ومن هنا أقولها لكم يا أمة الإسلام ويا أمة العرب بلسان طفلا فلسطينيا واصلوا حياتكم كأن الشعب الفلسطيني لم يكن، العبوا، اشربوا، كلوا، تنزهوا، احتفلوا، تزينوا، غنوا، ارقصوا، افعلوا كل شيء ولكن إياكم أن تنظروا إلى مراياكم، لأنكم لو فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم، وأشلاءنا بأيديكم، وصراخنا في ملامحكم، وأصواتنا دخانا ينقش خارطة فلسطين على صدوركم وحين نرحل؛ مزقوا كتب التاريخ، ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعب قاوم خمسة وسبعين عاما دون أن يفقد الأمل، قبل أن يقتله الأمل وحين نرحل؛ أحرقوا الجغرافيا، إياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين، تعلقت قلوبهم بنا حبا، ولم يفهموا أن من الحب ما قتل، لا تخبروهم أن حدودا وضعها المحتل، وأمركم أن تحرسوها، هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم، والسيف الذي غرز في ظهر مواردهم ، والحفرة التي دفنوا فيها.
إياكم أن تخبروهم أنكم انشغلتم بإنجازاتكم العظيمة، فصنعتم أكبر إنجاز للغرب بصمتك وأفضل تدريس بمناهجكم لحذفكم للقضية الفلسطينية، وأروع موسم فني للرقص والغناء بينما كانوا يبادون وحدهم، احتفلوا كثيرا، فلن يظهر عويل ولا بكاء ولا جرائم مروعة على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم ونظموا حفل عشاء كبير، ولا تنسوا كاتشاب دماءنا، ولا فلفل قهرنا، ولا عصير دموعنا.
وأقولها لكم أيضا بلسان فلسطينيا لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وبصرخة أما غزاوية فقدت كافة أكبادها فداء لفلسطين "أرادنا الله أن ننعزل عن العالم دفاعا عن قضيتنا الإسلامية والعربية لنعيد للعرب كرامتهم التي أسقطوها بفراش الصهاينة، وأرادنا أن نزرع جيلا جديدا للقضية الفلسطينية، وإن تم استشهادنا جميعا أو جعل الله النصر من نصيبنا سنغلق حدودنا مع كافة الدول العربية ولم نسمح بدخول أي عربيا فنحن من ظلم ونحن من عذب ونحن من ذاق ألم الفقد ونحن من عشنا كل ما هو سيء من أجل قضيتنا.
وأنا أقولها لكم اليوم يا عرب لقد زال همكم الكبير وإلى الأبد...!