حملةٌ عسكريةٌ أمنيةٌ أطلقتها أجهزة أمن السلطة في محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، تحت عنوان "حماية الوطن". حملةٌ أُطلِق عليها هذا الإسم ليس من أجل ملاحقة عملاء الاحتلال أو الخارجين عن القانون، لكنها جاءت ضد المواطنين والمقاومين.
ملاحقةٌ واغتيال بوضح النهار، إطلاق نار واعتقال وتعذيب، هذا ما ترتكبه أجهزة السلطة في محافظة جنين منذ يومين، ضمن حملة شرسة ضد المقاومة تحقيقًا لغايات الاحتلال.
نشطاء وكتاب قالوا إن، جرائم السلطة في محافظة جنين لا تخدم سوى الاحتلال وحده، مؤكدين أن تصرفات أجهزة أمن السلطة تنم عن عدم اكتراث بالهم الوطني الفلسطيني.
خدمة للاحتلال
الكاتبة والناشطة السياسية سمر حمد، قالت إن ما تفعله السلطة ينم عن عدم اكتراث بالهم الوطني الفلسطيني، مضيفة أن ملاحقة المقاومين واغتيالهم يضرب النسيج المجتمعي.
وأكدت حمد في تصريح لوكالة "شهاب"، أن ما يحدث في جنين لا يخدم سوى الاحتلال، مشيرة إلى أن السلطة تلاحق المقاومين في ظل الهجمة الشرسة على أراضي الضفة، وحرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.
وأضافت، خطوات السلطة ضد المقاومين في الضفة تعمل على بعثرة البيت الفلسطيني أكثر فأكثر، وليس غزة ببعيد عنها حيث رفضت لجنة الإسناد المجتمعي لمعالجة آثار الحرب فيها.
وطالبت حمد أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد أمام هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف المقاومين، داعية السلطة لرفع يدها عن الشعب ووقف التنسيق الأمني بشكل فوري.
أداة بيد الاحتلال
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمدون الفلسطيني أحمد جرار، إن الاحتلال "الإسرائيلي" أوكل مهمة القضاء على مجموعات المقاومة بمخيم جنين للسلطة في رام الله، بشكل رئيسي.
وأكد جرار خلال تدوينة له رصدتها وكالة "شهاب"، أن هذه السلطة التي تحارب كل أشكال المقاومة وتتحالف مع الصهاينة وتنسق معهم وتمنع إسناد غزة تريدها حرباً أهلية لا يستفيد منها الا الاحتلال.
وشدد أن التاريخ لن يرحم العملاء الذين يحاربون المقاومة الفلسطينية مهما كان مقامهم ومنصبهم.
أوكلت المهمة للسلطة
الكاتب السياسي يوسف الدموكي، أوضح أن الاحتلال لم يستطع عبر سنوات طوال اغتيال المقاوم يزيد جعايصة (...) اليوم فقط استشهد يزيد القائد في كتيبة جنين؛ من الذي قتله؟ أمن السلطة الفلسطينية!".
أما الناشط السياسي أدهم أبو سلمية، قال إن أجهزة أمن السلطة التابعة لعباس تخوض حرباً بلا هوادة ضد المقاومة الفلسطينية، موضحًا أن ما عجز عنه العدو الصهيوني تمارسه الآن أجهزة أمن العار بحق المجاهدين في جنين.
وشدد أبو سلمية في تدوينة له، رصدتها وكالة "شهاب"، أن أجهزة أمن السلطة تأبى إلا أن تكون شريكاً فاعلاً جنباً إلى جنب مع العدو المجرم في إراقة الدم الفلسطيني.
وأضاف، أن السلطة باتت شريكة بإراقة الدم الفلسطيني إلى جانب الاحتلال بدلًا من الوقوف في وجه مخططاته في الضفة وغيرها من الأراضي الفلسطينية.
وبعد ساعات من إعلان السلطة بدء المرحلة الأخيرة لعمليتها العسكرية في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، والتي أطلقت عليها اسم "حماية الوطن"، استشهد المقاوم يزيد جعايصة بعد إصابته برصاص عناصر الأمن، كما أصيب آخرون بينهم طفل بجروح خطيرة.
وزادت حالة الغليان داخل أزقة المخيم في أعقاب جرائم القتل، وسط تحميل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة مسؤولية اغتيال جعايصة رغم أنه قائد في كتيبة جنين ومطلوب للاحتلال منذ 4 سنوات.
وتعقيبا على العملية الأمنية، يقول الأهالي في جنين إن السلطة تهدف إلى إنهاء حالة المقاومة في المخيم ونزع سلاح المقاومين.