في عالمٍ يهيمن عليه كل ما هو عملي، وصغير الحجم، وخفيف الوزن، برزت حقيبة الكتف الكبيرة من جديد وإنما بحجمٍ غير مسبوق يعيد صياغة مفاهيم الموضة، وتستحوذ على الأنظار مع تصميم حقيبة كتف بأبعاد تصل 134x94x12 سم تجاوز كل التوقعات. أطلقت هذه الحقيبة ثورة في عالم الأكسسوارات المكمّلة للأناقة، وأثارت انقساماً حاداً بين النقّاد وعشّاق الموضة على حد سواء، خصوصاً وأن بلد المنشأ لموضة هذه الحقيبة هي أوكرانيا التي تعيش وطأة الحرب والضائقة الاقتصادية، ما أثار الجدل حول توقيت ظهور هذا المنتج.

حقائب جريئة بحجم إنسان
زيّنت حقائب اليد ذات الحجم الكبير مشهد الموضة بشكل دوري، إذ أنها تجمع بين الجرأة والأناقة، كما أنها عمليّة جداً، كونها توفر مساحة كافية لحمل الأغراض الأساسيّة التي قد نحتاج إليها أينما ذهبنا، وتحدّ من استخدام الأكياس عند الخروج للتبضّع ما يجعلها منها إحدى ملحقات الموضة المفيدة والصديقة للبيئة. في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شاعت موضة حقائب الكتف الكبيرة بين المشاهير... ثم انطفأت، لتعود وتبرز من جديد بأحجام أكبر. ولكن، ظهور حقيبة الكتف العملاقة بحجم إنسان بالغ والتي ابتكرتها شركة Starchak ضمن إصدار محدود لكلا الجنسين، أثارت ضجّة كبيرة في عالم الموضة حيث أنها لاقت اهتماماً من قبل مؤثري الموضة الذين يعشقون التفرّد والصيحات الغريبة ويتمتعون بالجرأة الكافية لتبنّيها.



ردود الفعل بين مؤيد وناقد
ورغم أن الحقيبة العملاقة التي تمّ إطلاق التصميم الأول منها عام 2024 بمواد فاخرة، وشكل عصري مع حزامٍ أنيق قابل للتعديل ليتناسب مع طول الإنسان، إلا أن ثمنها الباهظ والذي يقدّر ب 1500$، جعلها محطاً للانتقاد، وأضاف بعداً سياسياً للجدل، عندما تفاخر جيل الشباب الأوكرانيين المؤثّرين باقتنائها، وروّجوا لها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمّر بها بلدهم. وبعد توسّع انتشار موضة هذه الحقيبة في عدّة بلدان، منها: باريس، نيويورك، وطوكيو، وهي عواصم معروفة بالرفاهيّة، ازدادت موجة الغضب والانتقادات اللاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً تيكتوك، ضد البلد المُصدّر لهذه الحقائب الثمينة، إذ استغرب النقاد، كيف يمكن لشعب يعاني من الحرب والأزمات المالية أن يصنع أو يمتلك حقيبة بهذا السعر الفاحش، ويطالب بمساعدات من دول أخرى يعيش مواطنيها في حالة من التقشّف لكي تتمكّن بلدهم من تقديم المساعدات لأوكرانيا.
View this post on Instagram
A post shared by Khalid Taroudant (@khalid_montreal)
من ناحية أخرى، أثار حجم الحقيبة المبالغ فيه، نقاشات حوله، حيث اعتبره البعض إضافة مذهلة على أسواق الموضة، ورآه آخرون غير عملي ويصعب استخدامه في الحياة اليوميّة. في حين، أشاد مؤيدو هذه الصيحة، بالتصميم الجريء والفريد للحقيبة العملاقة ما يجعلها نشلها أمراً مستعصياً. وبالرغم من انقسام الآراء، فلا يمكن إنكار أن شركة "ستارشاك" Starchak التي تأسّست عام 2019 في لفيف من قبل المصمّمة ماريا ستارشاك، المعروفة بجرأة تصاميمها المبتكرة، قد نجحت في تقديم تصميم جريء يواكب موضة العصر والتفرّد، كما تميّزت باستخدام مواد معاد تدويرها مما يعزّز الاستدامة في سبيل بيئة أفضل.

View this post on Instagram
A post shared by Alina Poloneyeva (@alina.poloneyeva)
اتجاه لا يمكن تجاهله
مهما انقسمت الآراء حول الحقائب العملاقة، فإنها لن تكون صيحة عابرة في تاريخ الموضة التي لا تعرف حدوداً في فن الابتكار والإبهار، بل ستكون تصميماً جريئاً يتحدّى التقاليد وربما يرسم مستقبلاً جديداً للحقائب الكبيرة.
View this post on Instagram
A post shared by starchak_official (@starchak_official)