واقع الوظيفة يفرض عليك إجازة محددة وقد تكون بأوقات محددة خلال العام، وتنتظر عطلة نهاية الأسبوع لكي لكي ترتاح وتلتقط أنفاسك، لكنك تجدها تمر بسرعة البرق لتعود إلى روتين عملك الأتوماتيكي، رغم نيتك الإستفادة منها. بالطبع، لا تستطيع الهروب من روتين حياتك اليومية لأسبوع أو أسبوعين كلما احتجت إلى تجديد نشاطك. فأن تطول اجازتك، هو أمنيتك أكيد، والخبر السار أنّه من الممكن الاستفادة من عطلتك دون مغادرة المدينة أو أخذ إجازة طويلة. فبدلاً من اعتبار "الإجازة" حدثاً نادراً يطول انتظاره، فكّر في دمج العطلات الصغيرة في حياتك بانتظام، من خلال تخصيص وقت لنفسك لزيادة شعورك بالراحة مع وقتك.

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلوم الشخصية بعنوان " Happiness From Treating the Weekend Like a Vacation"، قسّم الباحثون 441 عاملاً بدوام كامل إلى مجموعتين، وطلبوا من المجموعة الأولى أن تتعامل مع عطلة نهاية الأسبوع كإجازة، ومن المجموعة الثانية أن تتعامل معها كعطلة عادية. سجّل المشاركون سعادتهم على مقياس من واحد إلى سبعة يوم الجمعة، ومرة أخرى يوم الاثنين، مع مراعاة الاستمتاع والتوتر والقلق والرضا. ولم يستمتع المشاركون في عطلة نهاية الأسبوع أكثر فحسب، بل شعروا أيضاً بسعادة أكبر وتوتر أقل ورضا أكبر في العمل يوم الاثنين.

الدكتورة كاسي هولمز وهي باحثة في مجال الوقت والسعادة في جامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس، ومؤلفة كتاب "ساعة أكثر سعادة: كيف تتغلب على التشتت، وتستثمر وقتك، وتركز على ما يهمك أكثر"، ترى أنّه لا يزال بإمكانك الاستمتاع برحلة ممتعة في المنزل دون الحاجة للحصول على شهادة غوص أو قضاء يوم كامل في المنتجع الصحي. إذ يكمن سر عطلة نهاية أسبوع أكثر راحة، في إجراء تعديلات طفيفة على جدولك تجعله أكثر راحة، كإعطاء وقت أقل في الأعمال المنزلية وفي العمل، ووقت أطول في الاستمتاع بالوجبات، وتحفيز عقلية العطلة وهي نوع من الراحة من جدول المهام المتواصل، ويرتبط بشعور أكبر بالحضور والرفاهية. هذه التغييرات البسيطة في طريقة تفكيرك قد تمنعك من الشعور بأن أيام إجازتك مليئة بالمهام المزعجة.

لتطبيق هذه النتائج في حياتك، قم بالتالي:

- أعد صياغة وقت إجازتك من العمل على أنه إجازة في ذهنك، وقم مثلاً بإيقاف المنبه، أو البقاء في السرير مع شريكك لبضع دقائق إضافية، أو الاستمتاع بوجبة فطورك المفضلة بهدوء.

- خصص وقتاً للأعمال المنزلية والعمل في فترة زمنية واحدة، عبر تقسيمها إلى جزء واحد من عطلة نهاية الأسبوع وجدولتها، ولا تشغل بالك بها. مثل تخصيص صباح السبت وقتاً لهذه الأعمال وابتداءً من ظهر السبت، ستكون بقية عطلة نهاية الأسبوع عطلتك. 

- انفصل تماماً العمل في وقت فراغك، ولا تفكّر فيه، وإذا لم تستطع، حاول تخصيص وقت محدد بدلاً من قضاء كل ساعة في التحقق السريع من بريدك الإلكتروني.

- ابحث عن أنشطة تُلهمك وتشعرك بالرهبة مثل مسار خلاب قريب يمكنك المشي فيه، أو ضبط منبهك لمشاهدة شروق الشمس، أو معرض فني يُثير اهتمامك، ففي لحظات الرهبة، لا شيء يُشعرك بالقيود، وفيها يُمكنك تغيير طريقة إدراكك للوقت.

- الزم نفسك بأنشطة مريحة في عطلة نهاية الأسبوع المُريحة، كحجز حصة يوغا، أو تحديد موعد لتناول القهوة مع صديق، أو شراء مكونات تلك الفطائر اللذيذة بعد ظهر يوم الجمعة. 

- لا تُهمل الأشخاص والأشياء التي تُسعدك، ونمِّ تقدير الأشياء الجيدة التي مرت في حياتك مؤخراً، لجعل عطلة نهاية الأسبوع، وبقية أيامكِ، أكثر إرضاءً.

- خطّط في رحلة داخلية لمدة يومين أو ثلاثة أيام بدلاً من حصر العطلات في مغامرات تستمر أسبوعاً كاملاً، وستشعر وكأنك في عالم مختلف. لكن فكّر في أخذ إجازة يوم الجمعة لتتمكن من إنهاء حزم أمتعتك، والوصول إلى وجهتك. 

- فكّر في تخصيص فترة ما بعد الظهر، أو حتى يوماً كاملاً، لإنجاز جميع المهام غير المتعلقة بالعمل التي ترغب في إنجازها ولكنك تجد صعوبة في إيجاد الوقت لها، مثل مواعيد مثل قصّ الشعر، أو العناية بالأظافر، أو تغيير زيت السيارة، أو زيارة الطبيب. 

- أوجد وقتاً لأصدقائك دون الشعور بالتضحية بوقت عائلتك، خلال أخذ ساعة أو ساعتين يومياً للقاء صديق على الغداء أو قبل العودة إلى المنزل. 
- ابحث عن أيام تستطيع أنت أو وزوجتك أو كليكما أخذ إجازة قصيرة لتكونا معاً، لساعة أو ساعتين إضافيتين.