في الشهر العالمي للتغذية، تبرز أهمية تسليط الضوء على أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع: المعلومات الغذائية المضللة في عصر الإعلام الرقمي.
تشدد اختصاصية التغذية داليا حرب على أهمية توعية الناس بكيفية التمييز بين الحقائق العلمية والخرافات المنتشرة في وسائل التواصل، واتخاذ قرارات صحية مبنية على أسس علمية سليمة.
هنا إجاباتها عن أسئلة "النهار" في هذه المسألة:
*ما أبرز المعلومات الخاطئة الشائعة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
1- الزيوت النباتية مضرة للصحة: فكرة تخلط بين الدهون المشبعة والمهدرجة والدهون الصحية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، ولا بد من تصحيحها.
2- النظام الغذائي النباتي النيء يزيل السموم: لا دليل علمياً يثبت أن الأطعمة النيئة تزيل السموم، بل قد تؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين B12 والحديد.
3- خل التفاح يقضي على الدهون: قد تكون له بعض الفوائد، إلا أنه ليس الحل السحري لإنقاص الوزن وإذابة الدهون.
4- عصير الكرفس يعالج كل شيء: لا بحث علمياً يدعم هذا الادعاء، لكنه لا يزال يلقى رواجاً بسبب تجارب فردية غير موثوقة ولا تستند إلى أسس علمية.
*كيف نميز بين المعلومات العلمية والخرافات؟
من واجب اختصاصيي التغذية مساعدة الناس على تحليل المعلومات النقدية قبل تصديقها أو تطبيقها. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
-التأكد من مصدر المعلومات وما إذا كانت من خبير تغذية يحمل شهادة أو إجازة أو جهة طبية موثوقة، أو من شخص غير مختص يسعى للانتشار والشهرة.
-البحث عن الأدلة العلمية وما إذا كانت هناك دراسات منشورة تدعم هذا الادعاء، أم أنه يعتمد على تجارب شخصية فقط.
-الحذر من العبارات التي تعمم وتعطي توجيهات بالمطلق مثل "لا تأكل هذا إطلاقاً" أو "هذه الأطعمة مضرة تماماً". غالباً ما تكون مضللة ويجب التحقق منها قبل تطبيقها. كما يجب التأكد من الأطعمة التي يسوّق لها على أنها خالية من الدهون أو السكر أو الوحدات الحرارية قبل تناولها.
-معرفة الدوافع التجارية، فإذا كان الشخص الذي يروج للمعلومة يبيع منتجاً مثل المكملات الغذائية، فقد تكون لديه مصلحة تجارية في نشر هذه الادعاءات
إضافة إلى دور المؤثرين والخبراء في نشر الوعي الصحي. فاختصاصية تغذية، ترى حرب أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وسيلة رائعة لنشر الوعي الصحي، ولكنها تحتاج إلى مسؤولية أخلاقية كبيرة من المؤثرين والخبراء. لذلك، من الضروري التزام:
-نشر معلومات قائمة على الأدلة العلمية وليست مجرد ترندات موقتة.
-تشجيع التفكير النقدي لدى المتابعين بدلاً من فرض معلومات غير دقيقة.
-التحدث بشفافية عن أي مصالح تجارية عند الترويج لأي منتج غذائي أو مكمل.
فالتغذية المتوازنة ليست اتجاهاً موقتاً، بل أسلوب حياة مستدام. ولا يمكن اختصار الصحة بوصفة سريعة أو مكمل غذائي سحري. بل تعتمد على اتباع نمط غذائي متنوع، وعلى ممارسة النشاط البدني، والاستفادة من المعلومات التي يقدمها الخبراء.