يواجه مئات الآلاف من المرضى في قطاع غزة أوضاعاً كارثية جراء الحصار الإسرائيلي المستمر والتصعيد العسكري الأخير، حيث يحذر المكتب الإعلامي الحكومي من تفاقم الأزمات الصحية التي تهدد حياة المرضى، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة.
وفقاً للإحصائيات الأخيرة الصادرة في 19 مارس الماضي، هناك حوالي 350,000 مريض مزمن معرضون لخطر كبير بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. كما يواجه 10,000 مريض بالسرطان خطر الموت نتيجة عدم توفر العلاجات الأساسية، في حين يعاني 700,000 شخص من الأمراض المعدية الناتجة عن ظروف النزوح المأساوية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى تسجيل 8,000 حالة عدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائي بسبب تدهور الأوضاع الصحية والنزوح الجماعي.
أزمة مرضى الفشل الكلوي
مرضى الفشل الكلوي في غزة يعانون بشكل خاص في ظل التصعيد الحالي. مع بداية الحرب، أصبحت جهود حصر أعداد المصابين بهذا المرض أكثر صعوبة، إلا أن التقديرات الرسمية تشير إلى وجود 1,200 مريض فشل كلوي كانوا يعتمدون على خدمات الغسيل الكلوي التي تُقدمها وزارة الصحة عبر 6 مراكز في القطاع.
قبل السابع من أكتوبر، كانت هذه المراكز توفر حوالي 13 ألف جلسة غسيل شهرياً، تقلصت خلال حرب الإبادة إلى النصف. رغم معاناتها من نقص حاد في فلاتر الغسيل وأنابيب نقل الدم والمستلزمات الطبية الضرورية، حيث أكدت وزارة الصحة أن المتوفر لديها على وشك النفاد.
اليوم، يعاني 70% من مرضى الفشل الكلوي من مخاطر صحية جسيمة نتيجة القصف المتواصل وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية، فضلاً عن القيود الإسرائيلية المفروضة على حجم ونوعية ومسارات المساعدات الطبية، ما يفاقم من معاناتهم ويهدد حياتهم بشكل مباشر.
دعوات لإنقاذ الوضع الصحي
في ظل هذه الأزمة الإنسانية، تتزايد الدعوات للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال المساعدات الطبية العاجلة وفتح ممرات إنسانية. ويؤكد مسؤولو الصحة في غزة أن استمرار الحصار والتصعيد سيؤدي إلى انهيار كامل في القطاع الصحي، مما يضع حياة آلاف المرضى على المحك.