حذّر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن المسجد بات "مستباحًا وتحت تصرف اليهود المتطرفين"، الذين يستفزون مشاعر المسلمين عبر اقتحامات متكررة تقودها جماعات استيطانية متطرفة بحماية أمنية مشددة.
وفي تصريحات لقناة الجزيرة، شدد الشيخ صبري على أن مدينة القدس تحولت إلى "ثكنة عسكرية"، في ظل حصار مشدد تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد الأقصى، بالتزامن مع تسهيل اقتحام مئات المستوطنين لساحات المسجد في أيام عيد الفصح اليهودي.
وأكد خطيب المسجد الأقصى أن الاحتلال "تجاوز الخطوط الحمراء" من خلال السماح للمستوطنين بإقامة طقوس دينية داخل المسجد، في محاولة لإيهام العالم بأن السيادة على المسجد الأقصى أصبحت بأيديهم.
وكشفت مصادر محلية أن أكثر من 3 آلاف مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما استُؤنفت الاقتحامات صباح اليوم الأربعاء وسط حراسة أمنية إسرائيلية مشددة.
وقال الشيخ صبري إن هذا التصعيد يأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على المصلين المسلمين، ومنعهم من دخول الأقصى، وخاصة فئة الشباب، وذلك بالتزامن مع الأعياد اليهودية، في سياسة واضحة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد.
وأضاف أن سلطات الاحتلال استغلت الحرب على قطاع غزة للتوغل أكثر في مدينة القدس، وتكثيف قبضتها الأمنية، مشيرًا إلى أن القيود المفروضة على دخول المصلين المسلمين إلى الأقصى تصاعدت بشكل كبير بعد انتهاء شهر رمضان، رغم التسهيلات النسبية التي تم تقديمها خلال الشهر الفضيل.
ودعا الشيخ عكرمة الفلسطينيين من أراضي 48 إلى تكثيف حضورهم إلى المسجد الأقصى على مدار الأسبوع، وليس فقط في أيام الجمعة والسبت، لمواجهة محاولات فرض الأمر الواقع من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة.
وقال إن سحب صلاحيات من الوقف الإسلامي ومن حراس الأقصى الذين يرتبطون بالوقف الإسلامي تشل حركتهم في أيام أعياد اليهود، "وهذا اعتداء سافر على مؤسسة الوقف الإسلامي واعتداء سافر على الأردن".