أفاد مراسل الجزيرة، أنس الشريف، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي ألقت الليلة الماضية براميل متفجرة على الأحياء السكنية في شمال قطاع غزة، في تصعيد غير مسبوق لاستخدام هذا النوع من الأسلحة في القطاع. وكان الاحتلال قد استخدم سابقًا الجرافات لزرع براميل متفجرة في مناطق مثل جباليا، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها تلك البراميل من الجو.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن البراميل المتفجرة تسببت في انفجارات عنيفة واهتزازات أرضية شعر بها سكان مدينة غزة. ويُعد هذا السلاح شديد الفتك، ورخيص التكلفة، قد شاع استخدامه خلال الحرب الأهلية السورية، حيث طالب الحقوقيون بمنع استخدامه بموجب القانون الدولي.
البراميل المتفجرة تتكون من قوالب معدنية أو إسمنتية، مزودة بصاعق ميكانيكي، وتحتوي على كميات كبيرة من مادة "تي إن تي" المتفجرة، مع إضافة مواد أخرى مثل النفط والقصاصات المعدنية لإحداث أضرار جسيمة عند الانفجار. يتم إلقاؤها من المروحيات على المناطق المكتظة بالسكان، مما يتسبب في دمار واسع في محيط قطره 250 مترًا دون دقة في استهداف الأهداف العسكرية.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة على مخيم وبلدة جباليا، معلنًا عن اجتياح بري بحجة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، في حين يرى الفلسطينيون أن هذه الخطوة تهدف لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها.
بدعم أميركي، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة حتى الآن أكثر من 143 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة تسببت في وفاة العديد من الأطفال والمسنين، ما وصفته الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.