عقدت لجنة التربية في مجلس الأعيان اجتماعًا برئاسة الدكتور وجيه عويس، التقت خلاله مع منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، وذلك لمناقشة رؤية الحملة وملاحظاتها حول نظام التوجيهي الجديد.
وأكد الدكتور وجيه عويس خلال الاجتماع أن أي إصلاح حقيقي في العملية التعليمية يجب أن يكون شاملًا، يبدأ من رياض الأطفال ويستمر حتى المرحلة الثانوية، وليس العكس.
وشدد على ضرورة النظر إلى العملية التعليمية كمنظومة متكاملة، مشيرًا إلى أن اللجنة ستعمل على رفع توصية إلى الحكومة عبر رئاسة مجلس الأعيان، تتضمن الملاحظات والثغرات التي يجب معالجتها لضمان تطوير التعليم بما يخدم الطلبة والمنظومة التعليمية في الأردن.
انتقادات واسعة لنظام التوجيهي الجديد
بدوره، أكد الدكتور فاخر دعاس أن نظام التوجيهي الجديد يمس مئات الآلاف من الطلبة وذويهم، كونه يشكل مرحلة مفصلية في حياة الطالب.
وأشار إلى أن التوجيهي بصيغته الحالية يحظى بسمعة محلية وعربية ودولية، ومعترف به في معظم دول العالم، مما يستوجب الحذر عند إجراء أي تغييرات جوهرية عليه.
وانتقد دعاس النظام الجديد، معتبرًا أنه أشبه بنظام قبول جامعي فاشل وغير قابل للتطبيق، محذرًا من موجة احتجاجات واسعة ستندلع بعد ظهور نتائج القبول الموحد العام المقبل، والتي ستكشف عن المشكلات العميقة في هذا النظام.
كما أشار إلى أن تقسيم الفرع الأكاديمي إلى حقول والطريقة التي تم بها هذا التقسيم ستؤدي إلى إشكاليات كبيرة قد تتسبب في إلغاء النظام خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.
مخاطر التقسيم الأكاديمي الجديد
أوضح الدكتور فاخر دعاس أن نظام الحقول الجديد سيؤثر سلبًا على فرص الطلبة في القبول الجامعي، سواء داخل الأردن أو في الجامعات العربية والدولية، حيث تعتمد معظم هذه الجامعات على دراسة مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء كشرط أساسي للقبول في التخصصات الطبية والهندسية.
وأشار إلى عدة مفارقات غريبة قد تنتج عن هذا النظام، منها:
* طالب درس الرياضيات والفيزياء لن يستطيع دراسة تخصص الرياضيات في الجامعة!
* طلبة الحقول العلمية (الصحي، الهندسي، والعلوم) سيُحرمون من الالتحاق بالكليات الإنسانية!
* الطالب لن يتمكن من دراسة علم الاجتماع أو علم النفس إذا لم يكن قد درس مادة "اللغة الإنجليزية المتقدمة"!
* طالب درس الرياضيات والفيزياء سيُحرم من دراسة الفيزياء في الجامعة!
إصلاح التعليم يبدأ من القاعدة وليس من التوجيهي
أكد الدكتور دعاس أن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التعليمية يجب أن يبدأ من المراحل الأساسية، وليس فقط من مرحلة الثانوية العامة، مشددًا على أن تطوير التعليم لا يمكن أن يتم في ظل خفض ميزانية وزارة التربية والتعليم، وتقليص أعداد المعلمين والتوسع في تعيينهم بنظام "الإضافي" دون تثبيت، وزيادة نصاب المعلم وعدم توفير بيئة تعليمية مناسبة، وضعف البنية التحتية واستمرار العمل بنظام الفترتين في بعض المدارس.
مطالب بتحسين التعليم قبل تعديل نظام التوجيهي.
ودعا الدكتور فاخر دعاس الحكومة إلى اتخاذ خطوات جدية في تطوير العملية التعليمية من خلال زيادة مخصصات وزارة التربية والتعليم بما يتناسب مع عدد الطلبة، وتحسين البنية التحتية والخدمات اللوجستية في المدارس لمواكبة التطورات العالمية في التعليم، وتوفير العدد الكافي من المعلمين المؤهلين لدعم جودة التعليم.
وفي الختام، أكدت لجنة التربية في مجلس الأعيان أنها ستواصل لقاءاتها مع المعنيين بهذا الملف، وستعمل على تقديم توصيات واضحة للحكومة لمعالجة التحديات وضمان تطوير النظام التعليمي بما يخدم مستقبل الطلبة والتعليم في الأردن.