في عالم الموضة، لم يعد الحذاء مجرد قطعة عملية، بل تحول إلى عنصر فنّي يعكس الإبداع والجرأة، وأحياناً يبلغ حدّ الجنون. فقد ظهرت في السنوات الأخيرة تصاميم أحذية غريبة مستوحاة من عناصر غير تقليدية، مثل قدم البطريق، شكل الدجاجة، تمساح، مجسّمات معدنيّة، أو حتى كرتونة البيض... منها بكعب أو بدونه كلياً، ومنها تكاد تكون شفّافة وبالكاد تغطي القدم، ما جعلها حديث عشاق الموضة ومحبي الإطلالات الجريئة. فكيف بدأت هذه الصيحة؟ وهل هي مجرد صرعة مؤقتة أم جزء من مستقبل الموضة؟
View this post on Instagram
A post shared by Zmeika (@_.zmeika._)

View this post on Instagram
A post shared by Zmeika (@_.zmeika._)
من الخيال إلى الواقع
عالم الموضة مليء بالمفاجآت والتحديات، حيث يسعى المصمّمون إلى كسر القواعد التقليدية وابتكار تصاميم غير متوقعة في عالم بات فيه المشاهير وعشاق الموضة ومن يريد جذب الانتباه على مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون فيه عن التميّز بعيداً من التصاميم الكلاسيكيّة المملّة أو المكرّرة. وهذا ما جعل أصحاب المخيّلة الخصبة، يبدعون في ابتكار أحذية بأشكال غير مألوفة، بعضها مستوحى من الحيوانات، مثل الأحذية التي تأخذ شكل قدم البطريق أو مخلب الدجاجة، وأخرى تستوحي تصميمها من المخبوزات، الخضار، كرتونة بيض أو زجاجة حليب، أو حتى المفروشات... وغيرها من الأشياء التي نراها يومياً.



من عرض "ايريس فان هيربن"Iris Van Herpen
View this post on Instagram
A post shared by Iris van Herpen Official (@irisvanherpen)
هذه الأحذية ليست مجرد تجربة عابرة، بل جزء من تيار "الموضة الفنيّة"، حيث تتحوّل القطع إلى أعمال نحتية تُعرض في كواليس عروض الأزياء وكأنها لوحات حيّة. على سبيل المثال، قدّم بعض المصمّمين أحذية ضخمة بأشكال حيوانية، فيما أطلقت علامات تجارية كبرى تصاميم تجريدية تبدو وكأنها آتية من عالم الخيال العلمي.





أحذيّة عمليّة أم مجرد قطع فنيّة
بعض الأحذية الغريبة تحمل رسالة فنيّة وثقافيّة، إذ يستعين بها مصمّموها كوسيلة للتعبير عن أفكارهم، سواء كانت مرتبطة بالبيئة، أو السخرية من الموضة الاستهلاكية، أو حتى مجرد حب التجربة. ولا شكك أن التكنولوجيا والتطوّر الذي برز في الطباعة ثلاثيّة الأبعاد وتوافر مواد التصنيع الجديدة سمحت للمصمّمين بتجربة أشكال كانت مستحيلة في السّابق، وساعد في ابتكار تصاميم أكثر جرأة.
View this post on Instagram
A post shared by BEN BLUE (@ben_blue)
ولكن، رغم غرابتها، تظل معظم هذه الأحذية غير عملية ولا يمكن اعتمادها في حياتنا اليوميّة. بعض التصاميم تأتي بكعب غير مريح، أو مواد تجعل السير فيها صعباً، ما يجعلها أقرب إلى قطع فنيّة تُعرض في متاحف الموضة أو يمكن انتعالها في المناسبات الخاصة فقط من قبل أشخاص يحبّون الغرابة والتفرّد وإثارة الفضول من حولهم بحيث تكون الأضواء مسلّطة عليهم. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التجارية التي تحاول دمج الجرأة مع الراحة، ما يجعل هذه الصيحة قابلة للتطور نحو تصاميم أكثر قابلية للانتعال.
View this post on Instagram
A post shared by Zmeika (@_.zmeika._)

تنسيق الأحذيّة الغريبة مع إطلالات جريئة
بينما تبدو هذه الأحذية الغريبة كأنها تنتمي إلى عروض الأزياء أو جلسات التصوير أكثر من الحياة اليومية، إلا أن الموضة دائماً تتغير. فما كان غريباً بالأمس قد يصبح رائجاً غداً، خاصة مع تزايد الاهتمام بالموضة المستوحاة من الفن والتكنولوجيا. بعض المصمّمين من ماركات عالميّة فاخرة من بينهم: "هيرمس" (Hermes)، "برادا" (Prada)، "بالنسياغا" (Balenciaga)، "لويفي" (Loewe)، "أيريس فان هيربن" (Iris Van Herpen)، وحتى ماركات للأحذية الرياضيّة ومنها: "اديداس" (Adidas)، "لاكوست" (Lacoste)، "كونفرس" (Converse)، وغيرها، يسعون إلى تقديم نسخ أكثر عمليّة من هذه التصاميم، ما قد يجعلها تنتقل من عالم الغرابة إلى الشارع العادي.




View this post on Instagram
A post shared by THE FABRIC BLOGGER (@fabricblogger_entertainment)
إذا كنتم من محبي الإطلالات الجريئة، يمكنكم تنسيق الأحذية الغريبة مع ملابس بسيطة للحفاظ على التوازن، على سبيل المثال:
حذاء بتصميم قدم البطريق مع سروال الدنيم وقميص قطنيّة بسيطة.
حذاء على شكل دجاجة مع فستان قصير بلون محايد لإبراز الحذاء كنقطة محورية في الإطلالة.
حذاء بتفاصيل معدنيّة مستوحاة من الهندسة الداخليّة مع بدلة كاجوال أنيقة لمزيج من الغرابة والرقي.
