مع سقوط نظام بشار الأسد تدخل سوريا مرحلة انتقالية معقدة محملة بتداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي خاصة العراق.
الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط
مع سقوط نظام بشار الأسد تدخل سوريا مرحلة انتقالية معقدة محملة بتداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي خاصة العراق.
ومن خلال تحليل الوضع الراهن يبدو أن هناك تحركات تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة مع دور بارز للولايات المتحدة في رسم المسارات المستقبلية.
أمن الحدود الفراغ الأمني ومخاطر التوسع الطائفي
مع انهيار نظام الأسد يُتوقع أن تعاني سوريا من فراغ أمني يمتد على طول حدودها مع العراق مما يزيد من احتمالية تصاعد التوتر الطائفي من خلال تفعيل نشاط الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش واستغلالها للفراغ الأمني لإعادة التموضع.
و قد تستغل بعض الجماعات المسلحة هذا الوضع لتعزيز نفوذها خاصة على الحدود العراقية السورية مما يهدد بتأجيج الصراع الطائفي في العراق.
يُتوقع أن تدعم الولايات المتحدة استراتيجيات تهدف إلى إغلاق المنافذ الحدودية مما يعيق التواصل بين حزب الله وحلفائه الإقليميين.
تحليل العلاقات المستقبلية
بعد سقوط الأسد قد يتغير ميزان القوى بين بغداد ودمشق تحت تأثير متزايد للمصالح الأميركية، و ستعمل تل أبيب على دفع الولايات المتحدة وحلفائها لإحكام السيطرة على المنافذ الحدودية السورية ومنع أي تسهيلات تسمح بتمرير الدعم إلى حزب الله أو غيره من الفصائل المعادية لاسرائيل.
وعلى الرغم من وجود فرصة للتعاون الإيجابي بين الحكومتين العراقية والسورية الجديدة إلا أن العراق قد يواجه ضغوطاً لاتخاذ مواقف تتماشى مع المصالح الأميركية.
التجارة و طريق الحرير بين التعطيل الأميركي والتحديات الإقليمية
مع سقوط النظام السوري يبدو أن مشروع طريق الحرير الصيني الذي كان يُعوّل عليه كجسر تجاري بين الشرق والغرب سيواجه عراقيل كبيرة.
حيث سوف تعمل واشنطن على منع تنفيذ هذا المشروع في سوريا والعراق لما له من تأثير سلبي على المصالح الأميركية في تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي.
سيناريو تعطيل الممرات
إغلاق المنافذ الحدودية السورية قد يؤدي إلى إجبار العراق على البحث عن بدائل أخرى للتجارة مع أوروبا ما يزيد من كلفة العمليات التجارية ويضعف مكانته كمركز إقليمي.
و يشير الوضع إلى أن غلق المنافذ الحدودية بين سوريا والعراق قد يكون جزءًا من خطة استراتيجية تدعمها الولايات المتحدة لعزل حزب الله وقطع إمداداته، وهذا الإغلاق قد يُستخدم كورقة ضغط على العراق لإبعاده عن التحالفات الإقليمية التي تتعارض مع المصالح الأميركية.
دور العراق الاستراتيجي
رغم التحديات، يمتلك العراق فرصة لتقديم نفسه كوسيط إقليمي يسعى لتحقيق الاستقرار مع التركيز على حماية مصالحه الوطنية وسط الصراع الجيوسياسي المتصاعد.
في النهاية، يعتمد مستقبل العراق على مدى قدرته على الموازنة بين الضغوط الدولية والإقليمية وتأمين مصالحه الاستراتيجية دون الانخراط في النزاعات الإقليمية الكبرى.