وسط صراع عمالقة الدوري الإنكليزي والاهتمام الكبير الذي يحظى به "بريميرليغ" من الجماهير، تغيب عن الأذهان حقيقة تتكرّر في كل موسم، وهي وجود فريق يلعب دور "الحصان الأسود" في البطولة الذي يقارع الكبار ويخوض مواجهات شرسة من دون أن يتمّ تسليط الضوء عليه، وينطبق هذا السيناريو الآن مع نادي بورنموث بقيادة المدرب أندوني إيراولا.
ADVERTISING
وسط المنافسة المشتعلة على المراكز الأولى في الدوري الإنكليزي الممتاز، برز فريق لم يكن محط الأنظار مع انطلاق الموسم، وهو بورنموث الذي يحتل حالياً المركز الخامس متفوّقاً على عمالقة مثل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير.
يقدّم الفريق بقيادة المدرب الإسباني أندوني إيراولا أداءً مميزاً يُعدّ من أفضل مستوياته التاريخية في الـ"بريميرليغ" منذ بداية الموسم الحالي.
المميّز أنّ بورنموث منذ انطلاق منافسات الدوري الإنكليزي هذا الموسم، وهو ينافس على المراكز الأولى، ونجح في دخول المربّع الذهبي في أكثر من مرحلة قبل أن يتراجع قليلاً، ثم يعود مجدداً إلى المنافسة.
هذا الأداء الثابت وضع الفريق من البداية في مسار قوي للمنافسة على المراكز الأربعة الأولى. ورغم مرور 17 مرحلة من المسابقة، لا يزال بورنموث يسير بخطى ثابتة ويحافظ على حظوظه، بفارق ثلاث نقاط فقط عن المركز الرابع.
يُعرف بورنموث بـ"الكرزات"، وهو ما يقدّمه بالفعل هذا الموسم من أداء بارز ومميّز وممتع بقيادة المدرب أندوني إيراولا الذي استطاع أن يُحقق مع الفريق انتصارات لافتة على عمالقة الدوري الإنكليزي، بما في ذلك مانشستر سيتي وأرسنال وتوتنهام.
وكان مانشستر يونايتد آخر الضحايا بعد أن قدّم له بورنموث هدية عيد الميلاد، بخسارة قاسية بثلاثية نظيفة على ملعبه وأمام جماهيره للمرّة الثانية توالياً.
ولم يتوقف تألق بورنموث عند هذا الحدّ، فهو ينافس بقوّة حتى على صعيد الإحصائيات والأرقام، إذ يحتل المركز السابع كأحد أقوى خطوط الهجوم في الدوري، بينما يتمتع بثالث أقوى دفاع، متفوّقاً في ذلك على حامل اللقب مانشستر سيتي.
ويعود الفضل في هذا النجاح إلى المدرب الإسباني أندوني إيراولا، الذي نجح في تحويل بورنموث إلى أحد أفضل فرق الـ"بريميرليغ"، رغم افتقاره للاعبين من الطراز الأوّل، إلا أنّ المدرب الإسباني آمن بقدراته ونجح في تطبيق فِكره المميّز وتمكن من استغلال الإمكانيات المتوفرة لديه بأفضل طريقة مُمكنة، ليُخرج منهم أداءً يفوق التوقعات.
وبفضل هذا النهج، أصبح بورنموث مع إيراولا فريقاً مرعباً بطموحات كبيرة، قادراً على المنافسة على المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنكليزي، مع إمكانية تحقيق حلم المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.