بدأ كيليان مبابي رحلته مع ريال مدريد بطريقة تُعيد إلى الأذهان بدايات الأسطورة كريستيانو رونالدو، فقد امتلأ ملعب سانتياغو برنابيو عن آخره، وتعالت الهتافات: "واحد، اثنان، ثلاثة... هلا مدريد!"، وهي لحظة ترحيب كلاسيكية شهدها النجم البرتغالي قبل أكثر من عقد من الزمن، ومع ذلك، فإن التحدي الحقيقي بالنسبة لمبابي يبدأ الآن، في ظل الأرقام المذهلة التي سجلها رونالدو بقميص الملكي على مدار تسعة مواسم.
الطموح نحو أرقام قياسية جديدة
خاض مبابي أولى مبارياته في أدوار خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا على أرضية البرنابيو، وكانت البداية استثنائية، فقد سجل ثلاثية مذهلة في مرمى مانشستر سيتي، الفريق الذي حرم ريال مدريد من لقبه الأغلى في السنوات الثلاث الماضية.
بعد المباراة، عبّر النجم الفرنسي عن مشاعره قائلاً: "لقد أخبرني الناس كثيراً عن مدى روعة تلك الليالي في البرنابيو، الآن تمكنت من تجربتها، وأنا متأكد أننا سنعيش المزيد منها".
بثلاثيته الأخيرة، رفع مبابي رصيده إلى 28 هدفاً، مما يفتح باب التساؤلات حول قدرته على مجاراة المسيرة التهديفية الأسطورية لرونالدو، الذي اعتاد تسجيل 50 هدفاً أو أكثر في الموسم وكأنه أمر روتيني.
مبابي بلا حدود
في مقابلة مع "موفيستار"، سُئل مبابي عمّا إذا كان بإمكانه بلوغ حاجز الخمسين هدفاً في الموسم، فأجاب بكل ثقة: "ليس لدي حدود، إذا تمكنت من تسجيل 50 هدفاً، سأفعل ذلك، وإذا كان بإمكاني تسجيل المزيد، فسأحاول".
وقد علّق المدرب كارلو أنشيلوتي قائلاً: "مبابي لديه الجودة للوصول إلى أرقام كريستيانو، لكنه بحاجة إلى العمل الجاد، لأن سقف التوقعات مرتفع للغاية".
أرقام مبابي على خطى كريستيانو
حتى الآن، سجل مبابي 28 هدفاً في 38 مباراة، بمعدل 0.74 هدفاً في المباراة الواحدة، وإذا استمر على هذا النسق، وبلغ ريال مدريد نهائي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس الملك، فقد يصل إلى 51 هدفاً هذا الموسم.
ومنذ بداية العام، رفع مبابي مستواه بشكل ملحوظ، حيث سجل 18 هدفاً في آخر 18 مباراة، بمعدل هدف كل 79 دقيقة، وهو معدل يتجاوز حتى أفضل مواسم كريستيانو.
مبابي... كابوس غوارديولا ومانشستر سيتي
أصبح مبابي العدو الأول لفريق مانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا، بعدما سجل سبعة أهداف في سبع مواجهات ضد الفريق الإنكليزي، ومع ثلاثيته الأخيرة، أضاف فصلاً جديداً إلى مواجهاته القوية مع سيتي، تماماً كما فعل في موسم 2016-2017 عندما كان لاعباً في صفوف موناكو.
ومع وصوله إلى 501 مساهمة تهديفية (359 هدفاً و142 تمريرة حاسمة) في مسيرته مع الأندية والمنتخب الفرنسي، يسير مبابي بثبات على خطى كريستيانو رونالدو.