أعلنت محافظة القدس، مساء أمس الخميس، أن أهالي بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، قرروا عدم التعاطي مع سياسة الهدم الذاتي لبيوتهم ومنشآتهم، التي تحاول بلدية الاحتلال فرضها عليهم.
وذكرت المحافظة في منشور لها، أن أهالي سلوان ولجان الدفاع عن أراضي البلدة قرروا عدم هدم منازلهم بأيديهم مهما كلفت الغرامات المالية، وأن يتم هدمها بآليات الاحتلال.
وأوضح الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن مؤسسات الاحتلال تبتز المقدسيين وتدفعهم نحو هدم منشآتهم ومنازلهم ذاتياً أو تحمل غرامات باهظة إذا ما قامت آلياتها بذلك، من أجل تقليل ردات الفعل الدولية، باعتبار الهدم وما ينتج عنه من تهجير قسري انتهاك للقانون الدولي وأعمال ترقى إلى جرائم حرب.
وقال: "نحن لا يجب أن نكون أداة بيد بلدية الاحتلال ولا نريد أن نسهل عليهم ولا أن نوفر عليهم تكلفة الهدم، ويجب أن يشاهد العالم وحشية الاحتلال وقواته حين يقوم باقتحام البيوت وهدمها بالجرافات، في حين أن الهدم الذاتي يتم دون وجودهم، الأمر من شأنه أن يخفف الضغط الواقع عليهم".
وبيّن أبو دياب أن بلدية الاحتلال تسعى من خلال تعزيز سياسة الهدم الذاتي، إظهار المقدسي الذي يقوم بهدم منشأته وكأنه معترف بارتكاب مخالفة للقانون، لتتملص هي من المسؤولية عما ترتكبه من جرائم.
وأشار إلى أن "المؤسسة الإسرائيلية السياسية والعسكرية تعمل على استحداث سيكولوجية لدى الجيل الجديد في القدس المحتلة، تجعل من رب العائلة الذي يقوم بالهدم الذاتي مذنباً مسؤولاً عن هدم مستقبل العائلة وذكرياتها، وينزع من عقليته صورة المحتل المجرم الحقيقي الذي لا يسمح للمقدسي بالعيش في أرضه ووطنه".
وتابع: "عندما أقوم بهدم منزلي بيدي، فإني سأصبح مجرماً في عيون أبنائي وأحفادي، فهم عند الهدم لا يرون شرطة ولا جيشاً ولا جرافات ولا احتلالاً، وهذا ما يعمل الاحتلال على تعزيزه في ذهنية الجيل الجديد".
ونوه أبو دياب أن بلدية الاحتلال لديها ميزانيات وإمكانيات محددة لا تمكنها من هدم كل المنشآت المخطرة دفعة واحدة، وإذا ما قام المقدسيون بالهدم الذاتي فإنهم بذلك يقدمون لها مساعدة لتنفيذ مخططاتها التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة.
وقال إن هناك 22 ألف منزل ومنشأة في الجزء الشرقي من مدينة القدس، 7 آلاف منها في بلدة سلوان، يدعي الاحتلال أنها غير قانونية (حسب تصنيف بلدية الاحتلال وما تسمى باللجنة اللوائية للبناء والتنظيم)، ولو تم إخطارها جميعاً وقام صاحب كل منشأه بهدمها ذاتياً فهذا بالتأكيد سيساعد بلدية الاحتلال التي تحتاج لسنوات طويلة للهدم إن تمكنت من ذلك.
وأعرب عن أمله في أن يلتزم أهالي القدس بقرار الامتناع عن الهدم الذاتي، وناشد المؤسسات والصناديق المحلية والدولية بالعمل على تغطية ما يفرض على المقدسيين من غرامات بدل الهدم، من أجل تمكين صمودهم في المدينة.
وأكد أن عدم وجود الإسناد الحقيقي للمقدسيين يقودهم للتوجه للهدم الذاتي، خشية من الغرامات الباهظة التي تفرضها عليهم بلدية الاحتلال مقابل هدم منازلهم ومنشآتهم من قبل آلياتها.
وأضاف: "عندما يجد المقدسيون من يقف معهم ستقل عمليات الهدم الذاتي بشكل كبير جداً".
يذكر أن آليات بلدية الاحتلال في القدس هدمت منزلين متجاورين لفخري أبو دياب في حي سلوان، وفرضت عليه في المرة الأولى في شهر شباط/ فبراير الماضي مبلغ 30 ألف شيقل غرامة مقابل هدم، وينتظر غرامة مماثلة عن الهدم الأخير الذي تم يوم الثلاثاء الماضي