تشهد القارة الأوروبية في الآونة الأخيرة سيطرة مرتفع جوي ضخم يمتد على مساحات واسعة من أراضيها، ناتج عن انخفاض الضغط الجوي في مركز الدوامة القطبية الشمالية، مما ساهم في سحب الهواء البارد نحو الشمال.
هذا الوضع الجوي دفع المرتفعات الجوية نحو أوروبا، مما أثر بشكل ملحوظ على الطقس في مناطق الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
وقد ساهم المرتفع الجوي في توجيه كتل هوائية باردة نحو شرق وغرب المتوسط، ما تسبب بانخفاض كبير في درجات الحرارة في بلاد الشام، السعودية، العراق، مصر، ودول المغرب العربي.
وسجلت درجات حرارة غير معتادة، إذ وصلت في المرتفعات الجبلية إلى ما دون 6 درجات مئوية في بلاد الشام خلال اليومين الماضيين.
استمرار تأثير المرتفع الجوي على أوروبا
تشير البيانات الجوية إلى استمرار تأثير المرتفع على القارة الأوروبية، مع احتمال تحرك المرتفع الأوزوري نحو أوروبا منتصف الأسبوع المقبل، ليتقابل مع المرتفع الحالي.
وتعتبر هذه الظاهرة غير معتادة خارج فصل الشتاء، مما يثير التساؤلات حول التغيرات في أنماط الضغط الجوي.
ويتوقع أن يزداد الاستقرار في الأجواء الأوروبية، في حين تنتقل حالات عدم الاستقرار إلى شرق وغرب المتوسط، محدثة ما يُعرف بـ"الفلتات"، وهي أحواض باردة تعبر نحو المنطقة العربية.
التأثيرات المتوقعة
قد تسهم هذه التغيرات في تأثيرات واضحة على طقس الخريف في أوروبا، وتزايد احتمالات وصول كتل هوائية باردة نحو المنطقة العربية، مما يستدعي مراقبة دقيقة للتطورات.
وتشير التوقعات إلى احتمال أن يكون فصل الشتاء القادم أكثر تميزًا بحالاته الماطرة والمثلجة.
حالة عدم استقرار جوي مرتقبة
على المدى القريب، تتوقع البيانات الجوية نشوء حالة من عدم الاستقرار الجوي مع نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل، تؤثر على الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، مصر، السعودية، والكويت، مصحوبة بأمطار رعدية.
ومع ذلك، يتسم محور تفاعل الحالة بتقلبات شديدة، مما يستلزم انتظار تقارب المعطيات لتحديد تفاصيل تأثيرها بدقة.