علّق مدير هيئة الإعلام السابق طارق أبو الراغب، على بيان حزب جماعة الإخوان المسلمين بقوله إن بعض القيادات في الحزب ترى أن كلا البيانين – البيان الأول ورد الحزب عليه – صحيحان ولا يتعارضان مع موقف الجماعة، بل إن المسؤول عن ملف الشباب في تركيا قام بتكرار نفس الفعلة، في تصرف يعكس الانقسام الواضح داخل الجماعة حاليًا.
وأوضح أبو الراغب أن أحد ممثلي الحزب صرّح بأنهم حاولوا عدة مرات تجاوز الحدود في إطار نشاطاتهم، ونجح بعض الشباب في ذلك، إلا أن القوات الأمنية كانت دائمًا بالمرصاد، وقامت بإغلاق كافة المنافذ لقطع الطريق عليهم، مبينًا أن النظام – كما وصفه ممثل الحزب – أخذ يعتقل منهم ما يقرب من 25 شخصًا بشكلٍ يوميّ.
وفي إطار ردود الأفعال داخل الحزب، جاء تصريح للحزب ليزيد من حدة الجدل، حيث أطلق هتافات تدعو إلى "الدم" وتشكيك في الموقف الأردني، ما أثار استياء العديد من المتابعين، جنبًا إلى جنب مع أحد ممثلي الحزب ممن أظهر إصرارًا على التشكيك في تصريحات وزير الخارجية، الذي أكد أن الأردن لن يسمح بالمساس بأمنه وسيادته مهما كانت الظروف، وفقًا لأبو الراغب.
وأكد أن ما جرى ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو مخالفة صريحة للقانون والدستور، وهو أمر لا يمكن التساهل فيه، منوهًا إلى أن ما جرى يجب أن يُنظر إليه على أنه بلاغ قانوني للنائب العام، فهذا التجاوز لا يمكن أن يُعامل على أنه مجرد خطأ عابر، بل يستوجب المساءلة القانونية.
وأكد أبو الراغب أن الجميع متفق على دعم القضية الفلسطينية، ولا يوجد عاقل يمكن أن يعارض هذا الموقف، ومع ذلك، فإن ما لا يمكن قبوله هو أن يستغل الحزب هذه القضية العادلة للقيام بمواقف استعراضية، قد تضر بمؤسسات الدولة وتؤثر على استقرارها، داعيًا قيادات الحزب إلى إدراك تحملنا للكثير من الترهيب، ورفضنا الترغيب، وأنهم اليوم، وبعد أن حققوا انتصارًا، نجدهم يصعدون إلى أعلى الشجرة، معتقدين أن الأمور ستسير لصالحهم دون حساب للتبعات.
وقال إن العقلانية والاتزان غائبان بشكل واضح لدى عدد كبير من قيادات الحزب، وهذا ما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا وصعوبة، مناديًا بضرورة وضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وأن تكون الأولوية لتهدئة الأمور والحفاظ على وحدة الصف.