أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيورا آيلاند، على ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة فورًا، محذرًا من أن استمرار النزاع لن يغير الواقع في المنطقة، بل سيؤدي إلى وفاة جميع الأسرى ومقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين.
وفي مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال آيلاند، وهو صاحب خطة الجنرالات، إن مواصلة الحرب لمدة عام آخر لن تحقق أي إنجازات لإسرائيل، ولن تأتي بفائدة استراتيجية.
ولفت إلى أن الخسائر البشرية بين الجنود الإسرائيليين والرهائن ستتزايد دون أي تغيير جوهري في معادلة الصراع، مضيفًا: "إذا واصلنا القتال في غزة لمدة ستة أشهر أخرى أو سنة، فلن يتغير شيء. سيموت جميع المحتجزين وسيقتل المزيد من الجنود".
ورغم زعمه أنه من الممكن تحسين شروط الصفقة الخاصة بتحرير الأسرى، إلا أنه أكد على عدم ضرورة الإصرار على مطالب غير واقعية، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من محور فيلادلفيا مع الحدود المصرية.
أسباب لوقف الحرب
قدم آيلاند أربعة أسباب رئيسية تدعوه إلى ضرورة وقف الحرب في غزة على الفور، معتبرًا أن السبب الأهم هو أن الخسائر البشرية تفوق أي مكاسب محتملة.
وأشار إلى تحول مشاعر المجتمع الإسرائيلي، حيث لم يعد الشعب يشعر بالحزن الكبير على كل جندي يُقتل، بل تحول الشعور إلى قسوة وعدم اكتراث.
كما أشار إلى أن الجنود يتعرضون للإصابات الجسدية والنفسية، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم ومستقبلهم. وتحدث عن الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها جنود الاحتياط، الذين يعانون من ظروف اقتصادية معقدة، ما يجعل استمرار الحرب عبئًا لا يُحتمل عليهم.
وأضاف أن التكلفة الاقتصادية للحرب، التي تقدر بحوالي نصف مليار شيكل (132.3 مليون دولار) يوميًا، تجعل استمرار النزاع غير مجدٍ. وأكد أن الجبهة اللبنانية تحظى بالتركيز الأكبر حاليًا، لكن استنزاف الموارد في غزة سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي في المستقبل.
الأولوية للأسرى
يرى آيلاند أن أي اتفاق مع حماس يجب أن يكون هدفه الوحيد هو تحرير المحتجزين، دون فرض أي تنازلات إضافية. ويعتقد أن المعركة الحقيقية يجب أن تكون مع الأطراف الإقليمية مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر، للضغط عليها لضمان عدم إعادة إعمار غزة إلا بشرط نزع سلاح حماس.
وأشار إلى أن غزة دُمرت بالكامل، وأن حماس لن تستطيع إعادة بناء قوتها ما لم يكن هناك مشروع ضخم لإعادة الإعمار. وشدد على أن إطالة العمليات العسكرية ستؤدي إلى استمرار معاناة السكان وتجدد الأعمال العدائية.
وأكد آيلاند أن الحرب التي تهدف إلى إزالة التهديد قد تكون ضرورية، لكن الوضع في غزة يستدعي تقييمًا مختلفًا. وانتقد الحكومة الإسرائيلية لعدم اتباع هذا المنطق، مؤكدًا ضرورة المناقشة بين بديلين: إما الاستمرار في الحرب حتى "النصر النهائي" أو الاستعداد لإنهاء النزاع مقابل عودة جميع المحتجزين.