قالت المعارضة السورية اليوم الجمعة إن قواتها وصلت إلى مشارف مدينة حمص في وسط سوريا، داعية القوات الحكومية للانشقاق.
وأضافت على تطبيق تليغرام: "حررت قواتنا آخر قرية على تخوم مدينة حمص، وباتت على أسوارها، ومن هنا نوجه النداء الأخير لقوات النظام فهذه فرصتكم للانشقاق".
كذلك، باتت السويداء خارج سيطرة الحكومة السورية بعد طرد القوى الأمنية والجيش السوري منها، وتم أيضا فتح السجن فيها واطلاق سراح من فيه، والمعلومات عن وصول الفصائل المسلحة إليها عارية عن الصحة، بحسب مصادر لـ"النهار".
وكان شاهدان وناشط محلي قالا لرويترز إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في اشتباكات بين مسلحين دروز وقوات الأمن في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
وقتل عشرون مدنيا، بينهم خمسة أطفال، جراء قصف وغارات سورية وروسية على بلدات عدة في محيط مدينة حمص التي تحاول الفصائل المعارضة التقدم اليها، وفق ما أحصى المرصد السوري مساء اليوم.
وأفاد المرصد عن "مقتل 20 مدنيا، خمسة منهم من عائلة واحدة، جراء قصف صاروخي لقوات النظام وغارات شنها الطيران السوري والروسي على بلدات عدة بينها تلبيسة"، الواقعة شمال مدينة حمص.
كذلك باتت الفصائل السورية المسلّحة على بُعد حوالي خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان"، الذي أعلن أيضا خروج السويداء عن سيطرة الحكومة.
ونفى الجيش السوري، اليوم الجمعة انسحابه من حمص، واكد أنه موجود في المدينة وريفها، فيما دعا القيادي في فصائل المعارضة السورية حسن عبد الغني كبار الضباط إلى الانشقاق، وذلك في بيان مصور بُث اليوم.
ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري: "لاصحة للأنباء الواردة على صفحات الإرهابيين حول انسحاب الجيش من حمص ونؤكد أن الجيش العربي السوري موجود في حمص وريفها".
وأضاف المصدر: "الجيش ينتشر على خطوط دفاعية ثابتة ومتينة وتم تعزيزها بقوات ضخمة إضافية مزودة بمختلف أنواع العتاد والسلاح وقواتنا جاهزة لصد أي هجوم إرهابي".
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على بعد خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص بعد سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة".
وأوضح أنّه "من شأن سيطرة الفصائل على مدينة حمص أن تقطع الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري"، معقل الأقلية العلوية التي تتحدر منها عائلة الرئيس بشار الأسد.
الجيش ينسحب من دير الزور
كما انسحب الجيش السوري وقادة مجموعات موالية لطهران اليوم "بشكل مفاجئ" من مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد، في خطوة أعقبت خسائر ميدانية كبرى منيت بها دمشق في الأيام الأخيرة.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "انسحبت قوات النظام مع قادة مجموعات موالية لطهران بشكل مفاجئ من مدينة دير الزور وريفها باتجاه المنطقة الوسطى" في سوريا.
ولاحقا، أكد المرصد ان دير الزور أصبحت خارج سيطرة الجيش السوري بالكامل، ما أتاح للقوات الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة من المحافظة التقدّم الى المناطق المخلاة، بحسب المرصد السوري.
وقال مصدران أمنيان لرويترز اليوم إن "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة سيطرت على مدينة دير الزور في شرق سوريا.
كما أكد مجلس دير الزور العسكري المنضوي في إطار "قوات سوريا الديموقراطية" انتشار قواته في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات في محافظة دير الزور، بعد انسحاب الجيش السوري ومجموعات موالية لإيران.
المعارضة السورية
وقالت المعارضة السورية المسلّحة إنَّ مقاتليها سيطروا على مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي. كما أعلنت الدخول إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص، بالغضافة إلى السيطرة على قريتي الزعفرانة ودير فول شمالي حمص بعد اشتباكات مع الجيش السوري.
وقالت "هيئة تحرير الشام" إنّها سيطرت على مدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي.
"داعش"
في السياق، قال قائد "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة مظلوم عبدي إنَّ تنظيم "داعش" سيطر على بعض المناطق في شرق سوريا.
وذكر عبدي في مؤتمر صحافي أنه "بسبب أحدث التطورات، هناك تحركات متزايدة لمرتزقة "داعش" في البادية السورية وفي جنوب وغرب دير الزور وريف الرقة"، وهي مناطق في شرق سوريا.
الجيش السوري...
من جهته، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمؤازرة روسيا الداعمة لها، على تجمعات الفصائل المعارضة شمال مدينة حماة وجنوبها.
وأوردت الوزارة في بيان نقلاً عن مصدر عسكري: "قواتنا المسلحة تستهدف بنيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك آليات المسلحين وتجمعاتهم على ريفي حماة الشمالي والجنوبي وتوقع في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين وتدمر عدة آليات وعربات".
وفي وقت سابق، حضّت المعارضة المسلّحة الوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري في حمص على الانشقاق الجماعي والتوجه نحو حماة.
وأشار المتحدث باسم غرفة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية المسلحة حسن عبد الغني، عبر "تليغرام"، إلى أنه ستكون هناك في الأيام المقبلة "مفاجآت" ومحاور جديدة في ميدان المعركة، مضيفاً أن "حمص تترقب قدوم قواتنا".
"حزب الله"
إلى ذلك، قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لوكالة "رويترز" إنَّ حزب الله أرسل الليلة الماضية عدداً صغيراً من "القوات المشرفة" من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.
ايران
بدوره، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز اليوم إن إيران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم الأسد.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "من المرجح أن طهران ستحتاج إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا... وقد اتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات".
اجتماع ثلاثي
وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الجمعة أن بغداد ستبادر لمحاولة "عقد اجتماع لعدد من الدول لمناقشة الموضوع السوري"، فيما تستمر فصائل معارضة في التقدّم في مناطق تنسحب منها القوات السورية الحكومية.
وقال حسين في مقر وزارته في بغداد بعد اجتماع مع نظيريه الإيراني والسوري إن "قسما من الدول" التي قد تشارك في اجتماع بغداد "هي دول أعضاء في اجتماع آستانا"، مشيرا إلى أن بغداد تواصلت "مع العديد من الزملاء ووزراء خارجية تركيا والإمارات والسعودية ومصر والأردن ودول أوروبية وسوف نستمر بهذه الاتصالات".