فينورد ، ميلان ، هيرنانديز ، كرة القدم ، دوري أبطال أوروبا
يلعق نادي ميلان الإيطالي جراحه التي ألحقها بنفسه بعد الخروج المؤلم من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على يد فينورد الهولندي، ما ألقى بظلاله القاتمة على الموسم السيء الذي يقدمه حتى الآن.
لا يزال أمام ميلان، ثاني أفضل المتوجين في تاريخ المسابقة القارية العريقة برصيد سبعة ألقاب، فرصة التتويج بلقب كأس إيطاليا وإنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل بعد خروجه المحبط من الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري الابطال، بسبب الطرد الغريب لمدافعه الدولي الفرنسي تيو هرنانديز.
سيطر ميلان على مباراة (الإياب) الثلاثاء في "سان سيرو" حتى الدقيقة 51، عندما سقط هرنانديز داخل منطقة الجزاء رغم عدم لمسه من قبل الظهير المراهق جيفيرو ريد.
وكان الظهير الأيسر الفرنسي الذي سدد في القائم قبلها بلحظات، حاصلاً على بطاقة صفراء بسبب خطأ غير مبرر بحق الجزائري أنيس حاج موسى قبل نهاية الشوط الأول مباشرة. ولم يهدر الحكم البولندي سيمون مارتشينياك أي وقت في إشهار البطاقة الصفراء الثانية له.
وتسبب طرد هرنانديز في تغيير مجرى المباراة، وساد الصمت بين جماهير أصحاب الأرض التي ألهب حماسها الوافد الجديد من فينورد تحديداً في فترة الانتقالات الشتوية المهاجم المكسيكي سانتياغو خيمينيز بافتتاحه التسجيل بعد 36 ثانية فقط من انطلاق مباراة الإياب في ثالث أهدافه بألوان "روسينيري"، عندما هز الأرجنتيني خوليان كارانسا شباك حارس المرمى الدولي الفرنسي مايك مينيان برأسية قوية مدركا التعادل 1-1 وبالتالي ترجيح كفة فريقه الذي حسم مباراة الذهاب في صالحه 1-0.
وقال المهاجم الدولي السويدي السابق العملاق زلاتان إبراهيموفيتش مستشار شركة "ريد بيرد؟" مالكة النادي لشبكة "سكاي" التلفزيونية: "بالقليل من الحظ كان بوسعنا أن نتقدم بهدفين في الشوط الأول وبدأنا الشوط الثاني بشكل جيد لكن المباراة تغيرت عندما لعبنا بعشرة لاعبين".
وأضاف: "نحن غاضبون من أنفسنا، نحن الذين خسرنا المباراة. ليس الأمر وكأن خصومنا كانوا أفضل منا، لقد انتحرنا، هذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أصف بها الأمر".
في "سان سيرو"، كان رد الفعل تجاه خروج ميلان هو اللامبالاة التامة تقريبا، مع عدم وجود صيحات استهجان أو تصفيق لمحاولة فريقهم لقلب الطاولة على ضيوفه.
وغادر المشجعون المدرجات في صمت تام بينما احتفل مشجعو الفريق الزائر بالتأهل غير المتوقع لفريق فينورد لمواجهة أرسنال الإنكليزي أو غريم ميلان المحلي جاره إنتر في ثمن النهائي.
هرنانديز "مستهتر"
في هذه الأثناء، في استوديوهات "سكاي" عبر الجانب الآخر من المدينة، فجَّر أساطير ميلان الكرواتي زفونومير بوبان وأليساندرو كوستاكورتا وفابيو كابيلو غضبهم على هرنانديز، ووصفوه بـ"المستهتر" والـ"صبياني".
دخل بوبان، المتوج بأربعة ألقاب في الدوري الإيطالي (1993 و1994 و1996 و1999) ودوري أبطال أوروبا عام 1994 تحت قيادة كابيلو في ميلان، في موقف قاس عندما وصف إنذارات هرنانديز بأنها "سخيفة" و"مستهترة" ووصفه بالغشاش.
قال بغضب: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيتعلم بها، لأنه يمارس الغوص (التحايل على الحكم داخل المنطقة) منذ سنوات".
وأضاف: "هناك حكم الفيديو المساعد (في أي آر)، إذا قمت بالغش فسيرون ذلك، ما الهدف من ذلك؟ فقط واصل اللعب. هذا النوع من السلوك غير مبرر حتى في مباراة بين أصدقاء في أمسية الخميس".
وعبر بوبان بشكل أفضل عن الإحباط الذي كان يتصاعد بين جماهير ميلان طوال الموسم، حيث كانت المباريات على أرضه تتسم في كثير من الأحيان بهتافات ضد جيري كاردينالي مؤسس شركة "ريد بيرد"، في حين يتخلف الفريق بفارق 15 نقطة عن نابولي متصدر الدوري.
لم يكن من المفترض أن يخوض ميلان الملحق حيث كان بين المراكز الثمانية الأولى المتأهلة مباشرة إلى ثمن النهائي قبل مواجهته دينامو زغرب الكرواتي في الجولة الثامنة الاخيرة من دور المجموعة الموحدة.
كان الفوز في كرواتيا سينقذه من خوض الملحق، لكن الكارثة حلت هناك أيضاً بعد طرد لاعب وسطه الأميركي يونس موسى في وقت متأخر من الشوط الأول، فمني رجال المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو بخسارة كارثية 1-2.
ويواجه كونسيساو مهمة صعبة تتمثل في إعادة ميلان إلى المنافسة في العام المقبل حيث يحتل المركز السابع في الدوري بفارق خمس نقاط عن المراكز الأربعة الأولى ولديه مباراة مؤجلة من المرحلة التاسعة أمام مضيفه بولونيا سيخوضها الأربعاء المقبل.