مقالات __ كتاب __ صوت جرش
تباً يا هذا القادم من مخلفات صالات القمار، ومن زوايا الحانات، وفيك التعبير الاكبر عن شرور الصهيونية، وخستها .
فبأي مكانة او قيمة تاريخية تلامس وجه فلسطين ، وكيف لك ان تدرك ان الوطن لا يهاجر، وان القدس تركة الأنبياء ، وموروث الشهادة ، والشهداء، وان غزة معمدة بالدماء، والأرواح الطاهرة.
تتجاوز الحق ، والتاريخ، ولا تملك طعم الأرض، وذائقة الكرامة الوطنية.
وكيف لك ان تدرك ان فلسطين تحمل وجع الأرض، وعذابات الإنسان الفلسطيني.
وان ليلها حلم عربي انفلت من فم الموت من نسج الخيال. وان اشلاءها المبعثرة رسول انبعث ضد الظلام.
وانها جاءت من عند الموت تطرق على وقع الآذان، وأجراس الكنائس أبواب الحياة.
ففلسطين محبة على اتساع الارض، وهي معطرة، تزدحم بالعاشقين صرعى الوطن، والأرواح من حولها انجم فجر يغذ الخطى نحو غد أبيض، عندما تولد الحياة من احلام الاطفال، ومن تناثر اشلاءهم الطرية.
قد كان قرن احتلال لن ينسى، ولن يمر من عمر الزمان، ففي الدماء العربية تعمد الحرية، والارواح فراشات في سماء الوطن الفلسطيني.
والارض حانية تحتضن الشهداء ، وتكفكف انين الجرحى.
كان الموت مرعوباً من هول ما رأى ، والحلم الفلسطيني يتدفق مع شلال الدم الطاهر.
وفلسطين تظل صرخة شعب اطل من خلف المخيم، والشتات، والاشلاء، والدماء، والليل المجروح الذي يظل يمد الغد بفيض من الكرامة العربية.
قد كانت الدنيا قصة فلسطينية اسهرتها الارواح المتطايرة في فضاء فلسطين لتعلن فرح الأرض الازلية ، وذكرى الرسل ، ومقامات الطاهرين ، وبشارة الخير الذي سيطارد الشر واليد الصهيونية كي يقطعها ، وهي تبذر الموت في الروح العربية ، فالحياة تزهر برغم الموت.
ان فلسطين امل ، وبشارة ، وقناديلها البيضاء تهدي الارواح روحها الثائرة في العتمة.
وهي الباقية ما بقي العرب، وهي ايقونة امة احبها التاريخ، ومحال ان يطفئها الليل ، وهي نداء مقدس بين قلوب المؤمنين.
فلسطين رسول في الحرية، وهجرة من الظلام، واياديها تقدم العطاء، فليس بعد الموت عطاء.
والفلسطينيون قلق دائم في الذاكرة ، والوجدان واشلاؤهم، وقبورهم، وشتاتهم، برودة المنافي، والمخيمات… الاسرى، والمعتقلات، وقع اقدامهم على ابواب الحزن منذ نحو قرن ، والرحيل الذي ادمن صحبتهم… صور تحتل الذاكرة، وتدمع عين الزمان، وتفجع قلب الحياة، وتطيح بالأدمية، وتهوي بالإنسانية من فضاء عرشها السامي الى حيث يمارس العالم المزيف وحشيته، وشروره المطلقة.
في مكان مقدس قريب من القلب حيث فلسطين الرابضة في الوجدان العربي صور تتجلى ولا تغادر الذاكرة ، وستبقى تحاصر القلب، ولا تنأى بنفسها عن الشعب الذي نصبته الجراح منذ نحو قرن معلماً في الحزن، وهو الذي لا يكاد يبرح عيون العرب.
وهي فلسطين الباقية ما بقي العرب ، ولن تطوي أمريكا مهما استكبرت قصص الشهداء، والشعب الشهيد ، وهو الذي يحيا في كبرياءه الوطني.
وانى لنا بطائف من النسيان، وان نشلح ذاكرتنا ، وننسى وجع عروبتنا، واسلامنا يا فلسطين.
فيا ايها الفلسطيني الذي يدق ابواب الزمان ينشد حريته واستقلاله، وتحقيق احلامه الوطنية، واحتضان ترابه الوطني.
ستبقى تطلق صرختك في اذن الزمان حتى تسمع الدنيا… أيهذا الفلسطيني الذي راحت تتقاذفك الاهوال، وانت تبحث عن هوية ، ووطن .. تعيش على ذكرى عودتك، وما اتسعت لك الدنيا بعد فلسطين.
فلله درك يا فلسطين. فلقد علمتنا ان الشهادة اخت فلسطين، وان الحزن يكاد ان يكون "اخا العرب"، وان البشرية تنكر قلبها عندما تحضر قضيتنا.