أبلغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدارة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أن الأعمال في المسجد نُقلت من وزارة الأوقاف التابعة للسلطة الفلسطينية إلى "هيئة التخطيط المدني" التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وبموجب القرار، الذي صدر اليوم الأربعاء، سيتم استئناف أعمال تغطية سقف المنطقة المعروفة باسم "الصحن" في المسجد الإبراهيمي.
وكان مستوطنون قد وضعوا خيمة في منطقة الصحن قبل 20 عامًا، وخصصوها مكانًا للعبادة، وظلت قائمة حتى اليوم، حيث يطالب المستوطنون بتسقيف الصحن لتخصيصه مكانًا دائمًا للعبادة.
وكانت قوات الاحتلال قد شرعت في تسقيف الصحن في التاسع من تموز/يوليو من العام الماضي، لكنها أوقفت العمل بعد يومين، إثر هبّة شعبية في الخليل تمثّلت في وقفات واحتجاجات.
وأعلنت وزارة الأوقاف التابعة للسلطة الفلسطينية رفضها للقرار الإسرائيلي، مؤكدةً أنها صاحبة السيادة على المسجد الإبراهيمي في الخليل، وعدّت أي محاولة لتغيير هذا المعلم الديني اعتداءً على أحد المقدسات الإسلامية.
وفي السياق ذاته، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القرار، واعتبرته "تعديًا سافرًا على مكانة المسجد الإبراهيمي، وانتهاكًا صارخًا وخطيرًا في إطار مسلسل الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية".
وأشارت "حماس"، في بيان لها اليوم الأربعاء، إلى أن هذا القرار "يتزامن مع الذكرى الحادية والثلاثين لمجزرة المسجد الإبراهيمي، ويكشف نوايا الاحتلال الحقيقية وتصميمه على مواصلة تهويد المسجد وتقسيمه والسيطرة عليه".
وأكدت الحركة في بيانها أن "المسجد الإبراهيمي ملكية وقفية خالصة للمسلمين، وأن جميع مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويده بالكامل والسيطرة عليه ستبوء بالفشل أمام تصدي شعبنا الفلسطيني، ولا سيما أهالي مدينة الخليل الأبطال"، على حد تعبير البيان.
ودعت "أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط، وخاصة أهالي مدينة الخليل، إلى حماية المسجد الإبراهيمي والمرابطة فيه، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لإفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تغيير معالمه والسيطرة عليه".