دوري أبطال أوروبا ، ليفربول ، الدوري الإنكليزي الممتاز
بعد أن كان ليفربول يحلم في تحقيق الثلاثية، وجد نفسه خارج دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، عدا عن إقصائه الصادم من كأس إنكلترا أمام بليموث، من دوري تشامبيونشيب، لتصبح آمال الفريق مرتبطة بتحقيق كأس الرابطة الذي سيخوض مباراته النهائية يوم الأحد ضد نيوكاسل، في الوقت الذي تبدو فرصه للفوز في الدوري مرتفعة جداً. لكن ما الأسباب التي دفعت ريدز إلى التحول من شكل الذهاب القويّ لهذه النهايات الصادمة؟
غياب الأسلوب الثابت
رغم فوز ليفربول في عدد هائل من المباريات محلياً وأوروبياً، فإن من السهل ملاحظة أن الفريق لا يملك أسلوباً ثابتاً في مبارياته؛ فهو لا يضغط بشكل جنونيّ كما كان يفعل مع كلوب، ولا يحاول الاستحواذ مثل برشلونة أو مانشستر سيتي في فترات تألّق الفريق، ومن الممكن أن يفقد السيطرة في مراحل عديدة من المباريات مثلما حدث في الشوط الأول ضد ساوثامبتون في الدوري، أو حتى في مواجهته إياباً لمانشستر سيتي، والتي قدم فيها سيتيزنز إحدى أفضل مبارياته في هذا الموسم، حتى لو لم تكن النتيجة لصالحهم بفضل تألّق أليسون، الذي كان دوره حاسماً في إنقاذ ليفربول من مباراة كارثية ضد باريس سان جيرمان ذهاباً. بالمحصلة، نرى أن معدل استحواذ ريدز أيضاً على الكرة في مبارياته بالأبطال لم يتجاوز حدّ 51%.
انخفاض القدرة البدنية:
ضد باريس سان جيرمان، بدا من الواضح أن ليفربول يعاني بدنياً في الملعب، وأسوأ فترات الفريق كانت في الأشواط الإضافية. ورغم إجراء سلوت لـ6 تبديلات تعرض لـ11 تسديدة خلال نصف ساعة، منها 8 خلال آخر ربع ساعة من اللقاء، مقابل تسديدة وحيدة فقط لليفربول خلال التمديد.
بدا باريس سان جيرمان مرتاحاً جداً في الأشواط الإضافية رغم جودة بدلاء ليفربول من حيث الأسماء، حتى أن صاحب الأرض كان يخسر الكرة بسهولة مع كل تمريرة طويلة من أليسون ومع كل صراع ثنائي؛ وما زاد الأمر صعوبة كان إخراج ماك أليستر المفتاح الأساسيّ لبناء اللعب في الوسط خوفاً من حصوله على بطاقة حمراء. لكن هذا الخوف زاد من تعرض الفريق للخطر مع غياب التمريرات الأرضية.
خيارات سلوت
رغم تقديمه موسماً ناجحاً جداً في معظم الفترات وقراءته الممتازة للمباريات، فإنه غير خافٍ على أحد أن سلوت لم يتخذ القرارات الصحيحة في بعض الأوقات، فالإصرار على سوبوزلاي ذهاباً وإياباً ضد باريس سان جيرمان كان أمراً غريباً، لأن إيقاع المباراة فاق اللاعب بكثير. لهذا، كانت دقة تمريره 82%، وفي معظم الأوقات كان يتسبّب بتبطيء الهجمة، في الوقت الذي كان من الممكن لجونز أن يرفع إيقاع الفريق لو لعب مكانه كما فعل في مباريات كثيرة.
الفريق كان بحاجة أيضاً إلى نونيز لوقت أطول، وسلوت لم يستفد من تجربة الذهاب حين كانت القوة البدنية للاعب هي السبب في خطف هدف الفوز، بل أصرّ مرة أخرى على إشراكه بديلاً في الوقت الذي تاه فيه جوتا بين قوة باتشو وماركينيوس البدنية.
فرصة قليلة للأسماء الشابة
بعد أن كان أحد المفاتيح المهمة للفريق في الموسم الماضي، شارك كوانساه أساسياً في مباراتين فقط في الدوري؛ واحدة منهما كانت في الجولة الأولى، أما الأسوأ فهو حال إيليوت الذي لم يبدأ أي مباراة في الدوري هذا الموسم وشارك أساسياً مرة وحيدة في الأبطال. وهنا نرى أن سلوت لم يجِد المداورة بشكل ناجح، وجعل الموسم أصعب على مجموعة اللاعبين المفضّلين لديه؛ وهو ما تسبّب بتراجع مستواهم تدريجياً من دون الاستفادة من الأسماء الشابة القادرة على أخذ دور مهم في الملعب كما كانت تفعل مع كلوب.
شيء من الحظ
يمثل الحظ جزءاً أساسياً من كرة القدم. وصحيح أن هذا الجزء كان إلى جانب ليفربول حين تعرّض لكمّ هائل من الفرص في باريس وخرج فائزاً، لكن مفارقة أن تواجه باريس سان جيرمان في دور الـ16 كان فيها الكثير من سوء الحظ، لأن البطولة كانت ستفقد حتماً واحداً من أفضل وأقوى فرق أوروبا حالياً. والمنطق يقول إن الأدوار المقبلة ستخبرنا بأن ليفربول خسر أمام فريق يصعب فعلاً إيقافه في البطولة.