مقالات __ كتاب __ صوت جرش
لدى العرب الكثير من القواعد والممارسات والرموز التي تنظم حياتهم وتجنبهم الخلافات او النزاع ومن هذه القواعد ان لكل قبيلة وسم يطبع على خشوم دوابهم.
يأتي الوسم على هيئة رسم او تشكيل بصري يجري سكبه في قالب حديدي ليصبح الخاتم الرسمي الذي يجري بعد احمائه على النار طبعه على اصداغ وخشوم حيواناتهم (جمال واغنام وبقر وحمير وبغال) لكي يجري تمييزها اذا ما اختلطت بحيوانات وماشية القبائل الاخرى وليسهل التعرف عليها.
في التراث العربي يقال لمن يسأل عن شيء معروف "ما هيه وسومها على خشومها" اي انها بائنة ولا داعي للسؤال ولا التخمين. لكل الذين يسألون عما سيحصل في لقاء ترامب مع نتانياهو غدا اقول "يا اخوان ..يا اهلنا وربعنا ..ما هيه وسومها على خشومها".
اظن ان لقاء نتانياهو وترامب غدا لقاء بين شخصيتين متشابهين في كل شيء .فهما متشابهين في الغرور والغطرسة وجنون العظمة واحتقار الاخر وازدراء العرب والتحايل على قياداتهم . كما أنهما يحبان السلطة ويتلذذ كل منهم في استخدامها .
علاقة كل منهما بالواقع ضعيفة فهما لا يعيران الكثير من الاهتمام لما يفكر به الغير . لا يزال ترامب ونتيناهو في سباق اعلامي حول من منهما عمل اعمال مهمة وحقق انجازات اكثر لإسرائيل ومن منهم سيقدم لها لاحقا ...
بالطبع يرى ترامب ان لا احد في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة أعطى لإسرائيل واليهود واحلامهم اكثر منه فقد اعلن صفقة القرن وهو يتطلع الى توسيع حدودها ضاربا بعرض الحائط كل القواعد والقيم والحقوق والقوانين. ويركز على هذا الانجاز ويحاول ان يضيف عليه لان عينه على التاريخ.
سيحاول ترامب غدا استعراض ما قام به وسيشيد نتينياهو بهذا الدور وبعظمة أمريكيا في عهده ويعبر عن امتنان الشعب اليهودي لقيادته الحكيمة وشخصيته الشجاعة .
في نفس الوقت يرى نتانياهو انه أعظم القادة الصهاينة في تاريخ إسرائيل والشعب اليهودي وانه استطاع تغيير وجه الشرق الاوسط فاضعف الوجود الإيراني وقلص الأخطار التي تهدد الوجود للكيان وأحدث اختراقات في جدار العداء العربي ويتطلع الى المزيد .
سيتحدث عن ان اعادة المحتجزين قد تم بعد القضاء على السنوار وهنية ونصرالله والعاروري وشل قدرة حماس وتحت الضغط العسكري وقد يشكر بعض الأصدقاء العرب .
في لقاء الغد "لن يأتي من الغرب ما يفرح القلب " فكل ما سنسمعه هراء واستعراض يمثل ابشع اشكال العنصرية والاستعلاء والغطرسة.
سيشدد ترامب على وقوف بلاده وهو شخصيا مع الأحلام الصهيونية وسيتبجح بأنه سيفرض ارادته على هذا العالم الذي يملك موارد لا يستحقها....
الموسيقى التي تناسب لقاء الغد هي تلك التي غنى على الحانها محمد عبده اغنيته الشهيرة " واختلفنا من يحب الثاني فينا اكثر .. واتفقنا انه انت اكثر وانا أكثر ".
في لقاء الطغاة غدا لا شيء جديد فـ "وسومها على خشومها"