أفاد موظفون في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأن الخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بإغلاق الوكالة قلب حياة الآلاف من الموظفين الأميركيين العاملين في الخارج وأسرهم رأسا على عقب، مما وضعهم أمام قرارات مكلفة وصعبة.
وقال قاض أميركي أمس الجمعة إنه سيصدر أمرا مؤقتا "محدودا للغاية" يمنع التغييرات التي أجرتها إدارة ترامب فيما يتعلق بعمل الوكالة، لكن مصير موظفيها يظل غير واضح.
وأوضح موظفون أن من بين المتضررين من قرار ترامب موظفات حبلى تعطلت خططهن للعودة إلى الولايات المتحدة للولادة وعائلات ستعود إلى بلادها دون سكن أو تعليم لأطفالها.
وقالت زوجة أحد الموظفين المقيمين في أميركا اللاتينية: "تدور حياتنا حرفيا على عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ولا نملك منزلا نعود إليه.. لا نعرف كيف من المفترض أن نحزم أمتعتنا ونغادر فجأة".
وأوقف ترامب المساعدات الخارجية الأميركية بعد توليه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، مما أدى إلى وقف عمل برامج معنية بالغذاء والصحة وغيرها بمليارات الدولارات. ومن المفترض أن يستمر تجميد الإنفاق لمدة 90 يوما في انتظار إجراء مراجعات تتعلق بكفاءة هذه البرامج ومدى اتساقها مع السياسة الخارجية لترامب.
ويعمل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أكثر من عشرة آلاف موظف، منهم أكثر من 1900 أميركي يعملون في الخارج، وأصبحت هدفا لجهود يقودها الملياردير إيلون ماسك لتقليص عدد موظفي الحكومة الأميركية.
وقالت إحدى موظفات الوكالة إن السبل تقطعت بأكثر من 12 موظفة حبلى وأزواجهن في الخارج كانوا يعتزمون العودة إلى الوطن من أجل الولادة على نفقة الوكالة.
وأضافت: "لسنا متأكدين مما إذا كان وزير الخارجية (ماركو) روبيو والرئيس ترامب سيتخليان عنا في الخارج أو عندما نهبط على الأراضي الأميركية. قيل لنا إنه لا توجد أموال لمساعدة الأسر الأميركية التي تنتظر ولادة أطفالها لمساعدتها على ترتيب حياتها في الولايات المتحدة".
وذكرت أن شروط توظيف زوجها تنص على توفير السكن لهم لمدة 60 يوما عند عودتهم بموجب أمر إخلاء أو أي شكل آخر من أشكال الإعادة السريعة إلى الوطن.
وأوضحت: "صاحب العمل لدينا، حكومة الولايات المتحدة، لا يحترم واجبه في الرعاية".
وقالت مسؤولة في الوكالة، وهي من بين الموظفات الحبلى، خلال مقابلة مع رويترز أمس الجمعة إنها اضطرت إلى تغيير مكان ولادتها بسرعة لضمان أن ترتب وزارة الخارجية الأميركية عملية إجلائها الطبي.
وأضافت أن وزارة الخارجية لا تستطيع ضمان تغطية تكاليف علاجها بعد التاسع من آذار/مارس، وهو الموعد النهائي المحدد لإعادة جميع العاملين في الوكالة من الخارج، الأمر الذي تركها في حالة من الغموض المالي.
ولم يتسن لرويترز التأكد من العدد الدقيق للموظفات الحبلى في الوكالة وأزواجهن. وفي اجتماع عقد يوم الأربعاء مع موظفي السفارة الأميركية في مدينة غواتيمالا، أقر روبيو بوجود عدد من "موظفات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الثلث الثالث من الحمل"، وأن استدعاء الموظفين ربما كان سببا في تعطيل العمل، وفقا لجزء من التصريحات اطلعت عليه رويترز.
وأظهر إشعار أُرسل إلى الوكالة يوم الخميس وأطلع مسؤول في إدارة ترامب رويترز عليه أمس الجمعة أن الإدارة الأميركية ستبقي على 611 موظفا أساسيا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ويعمل أكثر من ثلثي موظفي الوكالة في الخارج، وكانوا قد أُبلغوا بضرورة حزم أمتعتهم والعودة إلى الوطن بحلول أمس الجمعة. وجرى استبدال هذا التوجيه بآخر حدد الموعد النهائي في التاسع من آذار.