فرنسا ، لبنان ، جورج عبدالله
قررت محكمة فرنسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وضع نهاية في 6 كانون الاول (ديسمبر) الجاري لأكثر من 40 عاماً أمضاها لبناني اسمه جورج ابراهيم عبدالله في سجن بمنطقة جبال "البيرينيه" الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، هو "لانيميزان" البعيد 120 كيلومتراً عن مدينة تولوز، والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية الجمعة المقبل، وقد أصبح عمره 73 عاماً.
عبدالله مولود في بلدة القبيات في محافظة عكار شمال لبنان، اعتقلته السلطات الفرنسية قي 24 تشرين الاول (أكتوبر) 1984 بطلب أميركي، وكان يلاحقه عملاء من الموساد وبعض اللبنانيين في مدينة ليون الفرنسية، وبرر القضاء اعتقاله "بحيازته أوراقاً ثبوتية غير صحيحة"، إشارة الى جواز سفر جزائري كان يستخدمه، مع أنه كان شرعياً. إضافة الى العثور معه في ما بعد على جوازات سفر لبناني ومغربي ومالطي ويمني.
ومن وقتها ظل "عبد الكريم سعدي" كما كان اسمه الحركي، وراء القضبان وسط مطالبة منظمات عدة بإطلاقه، منها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، كذلك جمعية التضامن الفرنسية- الفلسطينية، إضافة الى مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان، وغيرها الكثير.
قبلها، عمل جورج إبراهيم عبد الله مع الحزب الشيوعي اللبناني، ومع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسّس تنظيم "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، وناضل بدءاً من 1970 في صفوف الحركة الوطنية اللبنانية، ثم التحق بالمقاومة الفلسطينية، وكان عضواً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قاتل في 1978 وأصيب أثناء الاجتياح الاسرائيلي لقسم من جنوب لبنان.
بعد اعتقاله، جرت محاكمته في 1986 بتهم جديدة، منها حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير مشروعة، وصدر في حقه حكم بالسجن 4 سنوات بعد عام، لكن السلطات الفرنسية أعادت معه التحقيق وحكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة قيامه في 1982 باغتيال اثنين من الديبلوماسيين: الأول هو ياكوف بارسيمانتوف السكرتير الثاني في السفارة الاسرائيلية في باريس، والآخر هو الأميركي شارلز روبرت راي من الملحقية العسكرية في السفارة الأميركية في باريس أيضاً، إضافة الى محاولة اغتيال روبرت هوم القنصل العام الأميركي في مدينة ستراسبور الفرنسية، لكنه ظل ينفيها، ولكن من خلف القضبان دائماً، وقد يروي مزيداً من التفاصيل عن الاغتيالين حين يجري ترحيله الجمعة الى بيروت.