مطفى محمد __ أينَ العربُ وأينَ العروبة، أينَ الإسلامُ وأينَ الأمةُ الإسلامية، أينَ أمةُ المليارِ وأينَ أمةُ التاريخِ العربية، أخبرونا أينَ أمةُ الإسلامِ مما يحدثُ اليومَ في غزةَ وفي فلسطين.
العيب وكلِ العيبِ أنْ نتكلمَ بلغةِ القرآنِ والإسلامِ وهناكَ أمةٌ عربيةٌ تنهالُ عليها الصواريخُ أرضا وبحرا وجوا، تنهالَ عليها أبشعَ وأقذرِ الصواريخِ الغربيةِ لمحوِ التاريخِ الفلسطيني، العيبُ أنْ نتفاخرَ بعروبتنا وبإنسانيتنا وبتاريخنا ومواقفنا ونحنُ لمْ نسندْ غزةُ بالسلاحِ ولمْ ندعمها واكتفينا بالإداناتِ والاستنكاراتِ ودعوةِ المجتمعِ الغربيِ للتدخل.
منذُ متىْ ونحنُ كعربٍ ضعفاء والخوفِ يتآكلُ فينا، منذُ متىْ ونحنُ نكتفي بالمشاهدِ والمجازرِ ولا نحركُ ساكنا، منذُ متىْ ونحنُ كأمةٍ إسلاميةٍ نسعى للتخلصِ منْ القدسِ والأرضِ المقدسةِ والتاريخِ الفلسطيني.
500 شهيدِ بيومٍ واحد، المنازلُ دمرتْ والأراضي فجرتْ والأجسادُ حرقتْ والملاجئُ الآمنةُ محيت، واكتفينا بالصمتِ والإداناتِ التي نفاخرُ ونتفاخرُ بها كدول عربيةٍ ونتسابقُ فيما بين لصدور بيانِ الاستنكار، يا للعيبِ ويا للخوفِ ويا قلةُ الضميرِ الوجدانيِ بنا.
فلسطين أرضنا وأرضكم شرفنا وشرفكم عرضنا وعرضكم قوتنا وقوتكم فهي أرض الميعاد وأرض الإسراء والمعراج وأرض الشرفاء وأرض العروبة، هذا المحتل لقد استباح كل شبر فيها لقد استباح النساء والأطفال والأطباء وكبار السن لقد استباح كل شيء، فماذا نحن فاعلون، هل نكتفي بالصمت يا أمة المليار.
لدينا ما يكفي من الجيوش والمعدات العسكرية والقوة والقادة لدينا ما يكفي لنعز الإسلام والمسلمين، لدينا ما يكفي لفرض قوتنا العربية والإسلامية، لماذا نتكاسل ونتعاجز عن الدفاع عن الشعب المظلوم الذي لا زال يكافح منذ 70 عاما وأكثر لنيل حقوقه المكتسبة والشرعية, لماذا لا نحرك كل هذه القوة، هل نحن خائفون من نصرة دين الله، هل نحن مستضعفون.