أكد وزير الداخلية الأسبق، المهندس سمير الحباشنة، أن الأردن، كعادته، يواجه بصلابة كل المخططات التي تستهدف كيانه ونظامه السياسي، مشيرًا إلى أن هذا التلاحم بين القيادة والشعب هو السبب في قدرة الأردن على مواجهة هذه التحديات.
وأضاف الحباشنة، في تصريحات، أن هذا التلاحم يتجلى بوضوح اليوم، حيث يقف الشعب الأردني والدولة الأردنية في خندق واحد، في موقف وطني عروبي فلسطيني واضح لا لبس فيه ولا مجال للتراجع عنه، يقوم على رفض كافة المخططات التي تهدد الأمن الوطني الأردني، مثل قضية التهجير المطروحة، أو المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح الحباشنة أن هذا الموقف الأردني هو جزء من التلاحم العربي في مواجهة التهديدات الخارجية. وقال: "نقف اليوم إلى جانب أنفسنا وإلى جانب إخواننا العرب في هذا الموقف الحازم الذي لا يقبل النقاش أو التفسير الخاطئ، وهو الموقف الذي سيعلنه الملك في لقائه مع الرئيس الأمريكي"، لافتا إلى حجم الدعم الشعبي لموقف الملك وحجم التأييد العربي الثابت له.
وأشار الحباشنة إلى أن هناك من كان يراهن على وجود موقف عربي متراخٍ أو غير واضح، لكن الواقع يؤكد أن الأشقاء في مصر يقفون في نفس الخندق الذي يقف فيه الأردن. كما أن الموقف القوي من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، التي تشكل اليوم محورًا مهمًا بين الدول العربية وعلى المستوى العالمي، يعكس هذا التلاحم العربي.
وأكد الحباشنة أن المملكة العربية السعودية ترفض التهجير وتؤكد موقفها الثابت في رفض التطبيع مع إسرائيل إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وتابع الحباشنة أن البيان الخماسي الذي صدر عن القاهرة من دول عربية مؤثرة يعكس هذا التلاحم العربي الصلب. كما أشار إلى الموقف الدولي من تصريحات الرئيس الأمريكي، حيث أن هناك إجماعًا دوليًا على رفض الفكرة التي طرحها دونالد ترامب، والتي لم تؤيدها إلا الحركة الصهيونية، خاصة الجناح اليميني منها.
وأكد الحباشنة على ضرورة أن يتعلم الأردنيون الدرس من هذه الأزمة وأن يعيدوا النظر في السياسات الداخلية بعد أن تنقشع الغمامة.
وقال إن تحالف الأردن مع الغرب يبقى قويًا ما لم يتعلق الأمر بإسرائيل، حيث إن هذا التحالف يصبح أضعف عندما يتدخل في قضايا تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن تعزيز المناعة الداخلية يعد أمرًا بالغ الأهمية على جميع الأصعدة: الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وقد سبق أن طرح فكرة خدمة العلم والجيش الشعبي، بالإضافة إلى ضرورة وجود خطاب إعلامي تعبوي يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ويعزز من وحدة الشعب الأردني.
وحذّر الحباشنة من اختراق الاحتلال لمعاهدة وادي عربة، معتبرًا أن الاحتلال يبحث دائمًا عن أي نقطة ضعف في الجسم العربي لينفذ منها. وذكر أن الاحتلال قد استولى على أراضٍ جديدة، بما في ذلك جبل الشيخ الذي يسيطر على منابع ستة أنهار عربية، منها اليرموك والأردن.
وتساءل الحباشنة عن الأثر الذي قد يحدث إذا قررت إسرائيل تحويل مجرى هذه الأنهار وكيف سيؤثر ذلك على الوضع المائي للدول العربية التي تعتمد على هذه الأنهار، لافتا إلى أن هذه القضية تُغفل في الخطاب العربي، رغم أهميتها الكبيرة.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، أشار الحباشنة إلى أن الملك قد وجّه بإطلاق خطة اقتصادية، وهي خطة جيدة في معظم بنودها، لكنه شدد على أهمية أن يكون لها بُعد اجتماعي يساهم في إعادة التوازن في الدخول والمداخيل للطبقات الفقيرة.
وقال إن التباين الكبير في الدخول بين فئات الشعب الأردني أمر مقلق ويجب إعادة النظر فيه، مضيفا أن الشعب الأردني يجب أن يكون محصنًا ضد أمراض الفقر والبطالة، ويجب ضمان حياة كريمة لجميع المواطنين.
القواعد الأمريكية في الأردن
وحول القواعد الأمريكية في الأردن، قال الحباشنة إن ما تقدمه الولايات المتحدة للأردن مقابل وجود هذه القواعد هو جزء يسير للغاية مقارنة بما تقدمه للدول الأخرى.
وأوضح أن المعونات الأمريكية ليست قضية كبيرة بالنسبة للأردن، وأن الأردن يمتلك العديد من الأوراق البديلة في حال كان هناك ضغط من أجل تقليص هذه المعونات.
وأكد أن المؤسسات المستقلة إذا تم حلها، يمكن أن تحل جزءًا من المشكلة المتعلقة بالمساعدات، حيث لا تشكل هذه المعونات نقطة ضعف يمكن الضغط من خلالها على الأردن.
ودعا الحباشنة إلى تعزيز التحالفات مع دول أخرى مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى الدول الإقليمية، لتوسيع دائرة الدعم الدولي للأردن، مبينا أنه من الضروري أن تكون هناك دعم أكبر للأردن من هذه الدول لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.
وفيما يخص قضية الفلسطينيين المقيمين في الأردن، قال الحباشنة إن هناك غالبية من حملة البطاقة الصفراء (الأردنيين من أصل فلسطيني) الذين يعملون في مناصب مسؤولة في الأردن. أما البقية، فهم من حملة البطاقة الخضراء، وهي وثيقة سفر تشبه جواز السفر، موضحا أن هذه القضية تحتاج إلى معالجة قانونية لضمان حقوق هؤلاء المواطنين ومواطني الكيان الصهيوني الذين يحملون جنسيتين.