رمضان __ توتر __ قلق __ الحفاظ __ الهدوء __صوت جرش
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد المسلمون في العالم للصيام والصلاة والتأمل والمشاركة المجتمعية. لكن هذه الاستعدادات لا تخلو لدى البعض من التوتر والإجهاد، لا سيما مع اقترانه بالهاجس الذي يحتلّهم حول تغيّر روتينهم اليوميّ بمختلف أجزائه.
غيّر طريقة تفكيرك!
مدربة الحياة نادين عز الدين، تقول إنه لتفادي التوتر قبيل شهر رمضان، لا بدّ من تغيير تفكير الشخص الخاص تجاه هذا الشهر.
هناك مَن يعتبر أنّ الصيام طوال شهر رمضان مشقة، ويبدأ التوتر قبل حلوله، بينما الأمر هو العكس تماماً. فبمجرد أن يغيّر الشخص نظرته إلى الشهر فيراه فرصة يزول هذا التوتر كلّه.
على كل منّا أن يعتبر شهر رمضان فرصه للعبادة ولمّ الشمل والتقرّب إلى الله والاهتمام بصحتنا أكثر ولممارسة العبادات بخشوع أكثر في ظلّ طاقة رمضان الروحية العالية.
وتشدّد عز الدين على أنها شخصياً لا تغيّر روتين نومها واستيقاظها وعملها ورياضتها خلال شهر رمضان، وهذه طريقة تساعد الأشخاص على عدم القلق من الفروقات الكبيرة التي ستحلّ عليهم مع الشهر.
روتين الاستيقاظ باكراً، سواء لصلاة الفجر أم لبداية اليوم بالعمل، هو الطبيعة الكونية للإنسان، أي أن ينام ليلاً وأن يقوم باكراً؛ وهذا الروتين هو روتين صحيّ على مستويات عديدة، ويتّبعه أهمّ الأشخاص الناجحين غير المسلمين في العالم.
وبحسب عز الدين، فإنّ طاقة شهر رمضان هي طاقة عالية وقوية وطاقة الفجر طاقة أعلى بعد. لذلك، فإنّ التفكير في محاولة الاستيقاظ فجراً في رمضان هو أيضاً فرصة للاستفادة من هذه الطاقة للدعاء وقراءة القرآن وتناول السحور استعداداً لصيام اليوم التالي.
كذلك، طاقتنا الجسدية والروحية نستمدّها من الله. لذا، يجب التهيّؤ في هذا الشهر لعدم الاكتفاء بطاقة الأرض فقط التي نستمدها على مدار السنة.
وعلمياً، تورد عز الدين أنّه يمكن لجسم الإنسان أن يبقى لأيام من دون طعام أو شراب؛ لذلك، لا يجب التوجّس والتوهّم بأنّنا سنعطش أو سنجوع خلال شهر رمضان. فبمجرد التفكير بأنّنا نتغذّى من هذه الطاقة السماوية خلال هذا الشهر، سنشعر طبعاً بشعور رائع.
أمّا في ما يتعلق بالقلق من تغيير تفاصيل معيّنة من الروتين اليومي، مثل التدخين وشرب القهوة، فهذه عادات يمكن تعديلها وتخفيفها قبل بدء شهر الصيام.
إضافة إلى ما سلف ذكره، لا بدّ من التخطيط لشهر رمضان، كيلا يشعر الشخص خلاله بأي انزعاج أو توتر من جراء تغيّر عاداته اليومية. فكما ندير عقولنا نستطيع أن ندير شعورنا، وبالتالي إن أقنعنا أنفسنا بهذه المحاسن في هذا الشهر، فلن نشعر بالتوتر قبل قدومه.
أيضاً، عقد النوايا الحسنة للشهر الفضيل هو أمر بالغ الأهمية، تقول عز الدين. فالله يبادل النوايا الحسنة بالأشياء الحسنة.
ومن المفيد أن نضع في أنفسنا وفي أذهاننا أن هذا الشهر هو لمضاعفة عمل الخير والإحسان، لكن قبل كلّ هذه الأعمال هو تطهير أنفسنا واتخاذ الشهر مساحة لذاتنا وروحنا والتأمّل فيها.
ولشهر رمضان سعيد وصحيّ، من المهم للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة التحدّث إلى المتخصصين في الرعاية الصحية لمعالجة أي مخاوف قد تكون لديهم حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الصيام.
وفي إطار التخطيط، يمكنك وضع برنامج ليومياتك في الشهر الفضيل مثل:
- أخذ فترات راحة قصيرة بدلاً من استراحة الغداء.
- الحفاظ على رطوبة جسمك عن طريق شرب الكثير من الماء خلال ساعات غير الصيام، وتجنب المشروبات المسببة للجفاف مثل الشاي والقهوة.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن لدعم صحتك ورفاهك.
- إدخال نشاط بدني خفيف مثل المشي في روتينك اليومي
النهار العربي