قلب أتالانتا كيان نادي جوفنتوس رأساً على عقب، بعدما اكتسحه برباعية نظيفة في المرحلة 28 من الدوري الإيطالي لكرة القدم "سيري آ"، مشعلاً نار السخط الجماهيري على "السيدة العجوز".
الخسارة هي الأفدح التي يتلقاها "بيانكونيري" في ميدانه منذ سقوطه أمام جاره تورينو في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 1967، وهي الخسارة الثانية في الموسم الحالي، إلا أنّ الفريق هو الأكثر تعادلاً بواقع 13 مباراة، ليبصم على موسم يراه مناصرو النادي سيئاً جداً ولا يرضي الطموح، ما دفعهم إلى انتقاد اللاعبين على نحو لاذع، وهتفوا بعبارات "سئمنا منكم" و"احترموا ألواننا"، كما غادر أكثر من نصف الجمهور في الدقيقة 77 مدرجات ملعب "أليانز ستاديوم" تعبيراً عن الامتعاض والشعور بالخيبة من أداء الفريق، وعلّق المشجعون لافتات عند مدخل الملعب كتبوا فيها رسالة للاعبين تقول: "نبحث عن رجال يستحقون هذا القميص، حتى ذلك الحين إلعبوا بالأصفر بدلاً من الأبيض والأسود (ألوان النادي الرسمية)".

وتأتي هذه الهزيمة في أعقاب إقصاء الفريق من مسابقة كأس إيطاليا على يد إمبولي في ربع النهائي، والخروج من دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن الهولندي.

وبرّر المدرب تياغو موتا الخسارة بقوله: "افتقدنا للتركيز بعض الشيء وتنقصنا الخبرة، لذلك نحن نعتذر".

تبرير المدرب الذي تم التعاقد معه ليكون مؤسساً لحقبة جديدة للنادي وخصوصاً بعدما قاد بولونيا إلى دوري الأبطال في الموسم الماضي، لم يشفع له، إذ بدأت إدارة النادي بالبحث عن المدرب الجديد، بحيث أشارت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" إلى ثلاثة أسماء تدور في فلك "جوفي" ليكون مشرفاً على الفريق اعتباراً من كأس العالم للأندية الصيف المقبل، يتصدرها مدرب أتالانتا جيان بييرو غاسبريني، الذي كان السبب المباشر في الهزيمة الأخيرة الفادحة، خصوصاً أنه كان لاعباً في الفريق أواخر السبعينات، علماً أنّ عقده مع الفريق اللومباردي ينتهي في 2026.

ويجري ترجيح اسم أنتونيو كونتي، مدرب نابولي الحالي، ليعود إلى الفريق بعدما قاده لفترة مثالية وخصوصاً أنّ مستقبله في النادي الجنوبي ضبابي للغاية، عودة كونتي قد تكون مطروحة بقوة،  وعلى الأخص إذا قرّرت إدارة جوفنتوس الاعتماد على شخصية قيادية تملك خبرة في تحقيق البطولات. كما برز اسم مدرب أولمبيك مرسيليا الفرنسي روبرتو دي زيربي، نظراً إلى نجاحاته في إنكلترا ثم مع النادي المتوسطي.

وقبل ذلك، سيكون الفريق أمام اختبار تنافسي صعب لضمان مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال، وتنبع الصعوبة من الأداء العام للفريق ومستوى لاعبيه المنحدر بحسب التقارير الصحافية. وتُشير الصحيفة عينها إلى أنّ الفريق لا يعرف ماذا يفعل في الملعب عندما تكون الكرة بحوزته، غالبية اللاعبين لا يدرون كيف يتصرّفون، وإذا امتلك الآخرون الكرة فإنهم يدافعون عن أنفسهم بإصرار ولكن القليل من الاستراتيجية ومن دون شخصية.

وتراكم المشاكل الذي بدأ في الخريف الماضي جعلها تتجذر بالفعل، مما أدى افتقاد الحلول، وتالياً الوقت لم يسعف موتا لتدارك الأمور، لكن بعد الخسارات المفصلية ضد آيندهوفن وإمبولي ثم أتالانتا أطاحت الفريق من ثلاث فعاليات، مما يزيد الشك في أنّ "موتا بولونيا" كان بمنزلة "هلوسة جماعية".

حتى الآن، موتا مستمر ما دام أنّ الفريق لا يزال ضمن المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال (المركز الرابع حالياً برصيد 52 نقطة)، لكن مقولة عدم إقالة المدرب في منتصف الموسم قد لا تلتزمها الإدارة إذا لمست أي خطر على مهمة إنقاذ الموسم وبلوغ المسابقة القارية، إذ أن ثمة أسماء متوافرة لمهمة إكمال الموسم بينها مدرب المنتخب السعودي السابق روبرتو مانشيني؛ فقبل الموسم المقبل، يتبقى عشر مباريات، والفوز بالمركز الرابع، وهو الحد الأدنى والحد الأقصى للنتيجة. هل سيحقق موتا ذلك؟ علماً أنّ التشاؤم يسود كواليس "السيدة العجوز".