توقع خبير الطاقة عامر الشوبكي انخفاض أسعار البنزين والديزل في الأردن بنسبة تزيد عن 5% مع نهاية شهر آذار الحالي، نتيجة التراجع الحاد في أسعار النفط العالمية التي بلغت أدنى مستوياتها منذ ستة أشهر.
وأشار الشوبكي إلى أن الأسواق النفطية تعرضت لضغوط كبيرة أدت إلى هذا الانخفاض، أبرزها قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج تدريجيًا اعتبارًا من أبريل المقبل، إلى جانب عوامل اقتصادية وسياسية مختلطة. كما أن السياسات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثارت مخاوف من تخمة المعروض وانخفاض الأسعار.
وأضاف أن التصريحات الأمريكية حول إمكانية رفع العقوبات عن قطاع الطاقة الروسي في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا عززت التوقعات بزيادة الإمدادات النفطية، مما أثر سلبًا على الأسعار. كما ساهمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خاصة بعد إعلان ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، في حالة من عدم اليقين الاقتصادي، مما انعكس مباشرة على الطلب العالمي على النفط.
وأوضح الشوبكي أن تراجع الطلب في الصين، باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم، أدى إلى زيادة الضغط على الأسعار، حيث يعاني الاقتصاد الصيني من تباطؤ في قطاع التصنيع وضعف الاستهلاك المحلي. كما ساهم ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية في تعزيز الاتجاه الهبوطي للأسعار، مع تزايد المعروض وتراجع توقعات الطلب العالمي.
انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الأردني
أكد الشوبكي أن هذا الانخفاض في الأسعار العالمية سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الأردني، حيث سيؤدي انخفاض أسعار البنزين والديزل إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة القدرة الشرائية للمواطنين، نظرًا للدور الحيوي لأسعار الطاقة في تكاليف النقل والإنتاج والخدمات. كما سيساهم هذا التراجع في تعزيز الحركة الاقتصادية، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل مباشر على المشتقات النفطية.
دعوة لمراجعة الضرائب على المحروقات
ورغم هذا التراجع، شدد الشوبكي على ضرورة إعادة النظر في الضرائب المفروضة على المشتقات النفطية، خاصة الضريبة الثابتة المقطوعة المفروضة منذ عام 2019، حتى يتمكن المواطن الأردني من الاستفادة الكاملة من انخفاض الأسعار العالمية. وأوضح أن التسعيرة المحلية لا تعكس نسبة الانخفاض العالمية بالكامل، حيث يتم تمرير جزء محدود فقط من الانخفاض إلى المستهلك بسبب الضرائب، مما يقلل من التأثير الإيجابي المتوقع لهذا التراجع.