انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهوية خليفة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي تعرض للاستهداف أمس بقطاع غزة.
وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات تفيد بأن التكليف قد ينتقل إلى شقيقه محمد السنوار ليكون خلفا له في رئاسة المكتب السياسي لحماس.
كما سلطت الضوء على التأثير المحتمل لهذا الاختيار على المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة.
«السنوار» في الصورة
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول سياسي رفيع المستوى قوله إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن محمد السنوار سيتولى قيادة حركة حماس محل شقيقه الراحل، مما يُعقد فرص إسرائيل في إبرام صفقة معه، نظرا لأنه يحمل نفس الفكر الذي يتبناه شقيقه في إدارة الأزمات.
وأفادت الصحيفة أيضًا بأن مسؤولًا بارزا في حركة حماس أشار إلى أن الحركة تدرس مقترحات لوقف إطلاق النار بعد اختيار خليفة السنوار، مما يعكس انفتاحا على البحث عن حلول.
ووفقًا للمصادر، أبدى مسؤول إسرائيلي تشاؤمه بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع محمد السنوار.
ويبقى مصير محمد السنوار غير معروف حتى الآن، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صرح بأنهم يبحثون بنشاط عنه.
وكشف مسؤول إسرائيلي أن الأسبوعين السابقين لاغتيال يحيى السنوار قد شهدوا وصول إشارات من حماس إلى إسرائيل تُظهر استعداد الحركة لبعض المرونة بشأن شروط الصفقة، ومن ضمن ذلك انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا.
قيادة من خارج غزة
وفي سياق متصل، اعتبرت مصادر في «تايمز أوف إسرائيل» أن رحيل السنوار عن الساحة السياسية قد يؤدي إلى انتقال عملية اتخاذ القرار في حماس إلى القادة المتبقين في الخارج، مما قد يُسرع من المحادثات المتوقفة بشأن وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.
وأشار تقرير لموقع «واللا» الإسرائيلي إلى أن مصادر في الجيش الإسرائيلي تشكك في قدرة أي شخص على أن يكون بديلا للسنوار.
علاوة على ذلك، أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن محمد السنوار قد يُعين رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، فيما توقعت مصادر في المؤسسة الأمنية أن يتولى خليل الحية، نائب يحيى السنوار، المسؤولية السياسية.
من جهة أخرى، تناولت صحيفة «ذا هيل» الأميركية عدة خيارات لخلافة السنوار، مشيرة إلى أن محمود الزهار، أحد مؤسسي الحركة، يُعتبر من بين المرشحين المحتملين، بالإضافة إلى محمد السنوار وشقيقه الأصغر.
كما أوضحت أن موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي الأعلى للحركة، يعد من بين المرشحين أيضًا.
هل يظهر الضيف؟
وأشار التقرير إلى احتمال أن يتولى محمد الضيف قيادة حركة حماس، رغم إعلان إسرائيل اغتياله.
ووفقًا للصحيفة، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الضيف على قيد الحياة أم لا.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من هذا العام أن محمد الضيف «قُتل» في غارة جوية، إلا أن مسؤولًا كبيرًا في حماس صرح لوكالة أسوشيتد برس في أغسطس/آب الماضي بأنه لا يزال حيًا.
وفي هذا السياق، صرح طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس للغد، بأن القائد محمد الضيف هو المسؤول العسكري للحركة حاليًا.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة سي إن إن، أن الأخوين السنوار قضيا معظم العام الماضي معا، حتى أغسطس/آب الماضي.
وفيما يتعلق بخليل الحية، الذي يعيش حاليًا في قطر، فقد كان له دور بارز كمفاوض في مناقشات وقف إطلاق النار في الدوحة، ومن ضمن المرشحين الأقوياء لتولي القيادة.
وأكد مسؤول أميركي لشبكة سي إن إن أن الحية قد يكون الشخص المطلوب من قبل الولايات المتحدة نظرا لدوره الثابت في تلك المفاوضات.