شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ليل الأحد واليوم الاثنين، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وأسفرت عن إصابات واعتقالات وعمليات نزوح، بالإضافة إلى هدم منازل ومواجهات مع الفلسطينيين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية لليوم الـ22، وعلى مخيم "نور شمس" لليوم التاسع، وسط تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية وانتشرت في شارع "نابلس"، كما استولت على منزلين وحولتهما إلى ثكنة عسكرية. ونفذت حملة مداهمات واسعة في مخيم طولكرم، تخللتها عمليات تخريب وتحقيق ميداني، فيما دمرت جرافاتها البنية التحتية وأغلقت الطرقات بالركام.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال في مخيم "نور شمس" في طولكرم هدم المنازل وإطلاق الرصاص الحي، حيث هدمت ثلاثة منازل في حارة "المنشية"، منها منزلا الشهيدين "محمد جابر وعماد الدين شحادة"، بالتزامن مع عمليات تفتيش وتخريب للمنازل بوجود سكانها، ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في المنطقة.
كما طالت عمليات التجريف ضاحية "ذنابة" شرق طولكرم، ما أدى إلى تدمير نصب الشهداء وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية. في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق حاجز "جبارة" لليوم العاشر، مما أدى إلى عزل المدينة عن محيطها.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية "أوصرين" جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، فجر اليوم الاثنين، واعتقلت الشاب "ريان فيصل عديلي"، بعد أن داهمت منزله وفتشته وعبثت بمحتوياته. وواصل الاحتلال اقتحام المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، ووسط المدينة، واستولت على مركبة من محيط البلدة القديمة.
وهاجم مستوطنون إسرائيليون، فجر اليوم الاثنين، منازل ومركبات وممتلكات الفلسطينيين في قرى "دوما وعقربا وجوريش"، في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية لليوم الـ28، ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات، حسب ما أفادت "اللجنة الإعلامية بمخيم جنين"، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.
وشرعت جرافات الاحتلال في شق وتوسيع شوارع جديدة داخل المخيم، وأغلقت أجزاء من شارع "مهيوب" ومدخل "المخيم الجديد" بالسواتر الترابية. وحسب "اللجنة الإعلامية في جنين، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 150 فلسطينيا وأخضعت العشرات للتحقيق الميداني.
وداهم الاحتلال منزل عائلة "العامر" قرب مسجد الأسير، كما اقتحم منزل الشهيدين "همام وحارث حشاش" في "حرش السعادة"، الذي سبق أن أخطره بالهدم. وتواصل قوات الاحتلال انتشارها في حي "خروبة" ومحيط دوار "البطيخة والداخلية"، حيث احتجزت فلسطينيين، ودققت في هوياتهم، وفتشت مركباتهم ودراجاتهم الهوائية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، 11 فلسطينيًا من محافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، خلال حملات اقتحام ومداهمات طالت عدة بلدات وقرى.
ففي قرية دير "أبو مشعل" شمال غرب رام الله، اعتقل الاحتلال سبعة فلسطينيين، بينهم فتيان، بينما اعتقل شابين بعد اقتحام قرية "أبو شخيدم" واعتدى بالضرب على طفل داخل منزل عائلته. كما اعتقل فلسطينيين آخرين من بلدتي "كوبر" و"المزرعة الشرقية" شرق رام الله.
واقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى، وقاموا بتأدية طقوساً "تلمودية" بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي شددت من إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى.
وأغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل مدخل بلدة "العيسوية" شمال شرق القدس المحتلة، ومنعت الدخول والخروج منها، ما تسبب باكتظاظ وأزمة مرورية خانقة، وعرقلة حياة الفلسطينيين.
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار سياسة التصعيد الإسرائيلي المستمرة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من الاعتقالات والهدم إلى تهجير السكان قسرًا، ضمن مخططات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.