قال جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن الحكومة الإسرائيلية تمنع الصحفيين من الوصول إلى غزة بسبب مشاهد "لا يريدوننا أن نشاهدها".
وأوضح بوين، أنه خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، لم يُسمح له إلا بنصف يوم مع الجيش الإسرائيلي داخل غزة.
وأشار إلى أن منع الوصول كان جزءًا من محاولة "لتعتيم ما يجري، وغرس فكرة الشك في المعلومات الواردة".
وأضاف، أنه "بعد أن تسلم جائزة زمالة خاصة لمؤتمر جمعية المحررين، في حين يقوم الصحفيون الفلسطينيون "بعمل رائع"، إلا أنه وزملاءه الآخرين في وسائل الإعلام الدولية أرادوا المساهمة في التغطية الإعلامية على الأرض في غزة.
وقال: "لماذا لا يسمحون لنا بالدخول؟ لأن هناك أشياءً لا يريدوننا أن نراها. بعد هجوم 7 أكتوبر، أخذونا إلى البلدات الحدودية. كنت في كفار عزة عندما كان القتال ما يزال مستمرًا داخلها. كانوا قد بدأوا للتو بإخراج جثث القتلى الإسرائيليين. لماذا سمحوا لنا بالدخول؟ لأنهم أرادوا منا أن نراها. لماذا لا يسمحون لنا بدخول غزة؟ لأنهم لا يريدوننا أن نرى ذلك".
وتابع "أعتقد أن الأمر بهذه البساطة. لقد تعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة بسبب ذلك في البداية، لكنها لم تتعرض لأي انتقاد الآن، وبالتأكيد ليس في عهد [الرئيس] ترامب. لذا لا أتوقع أن يتغير هذا الوضع قريبًا".
وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي لوسائل الإعلام الدولية أن تثق بأرقام ضحايا غزة الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع، قال بوين إن هذه الأرقام تُعدّ حاليًا "أفضل مقياس لدينا" نظرًا لعدم قدرة الصحفيين والهيئات الأخرى على التحقق منها.
وقال بوين: "أعتقد بلا شك أنها أكثر الحروب دموية شهدوها منذ عام 1948. لو أُعيد فتح المكان، لتمكن الناس من المرور، والاطلاع على السجلات، وإحصاء القبور، واستخراج الهياكل العظمية من تحت الأنقاض، وعندها سيتكون لديهم فكرة أفضل. لكن عندما تُغلق الأبواب، تُصبح هذه الأمور بالغة الصعوبة".
وفي العام الماضي، كان بوين من بين 50 صحفيًا، بما في ذلك ليز دوسيت من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومقدمها السابق مشعل حسين، الذين دعوا إسرائيل ومصر إلى توفير "وصول حر وغير مقيد إلى غزة لجميع وسائل الإعلام الأجنبية".